جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أشهر 10 محاولات اغتيال للزعيم الكوبي فيدل كاسترو من 638 محاولة

السبت 25 اغسطس 2012 | 10:00 صباحاً
القاهرة - آية صلاح الدين
1639
أشهر 10 محاولات اغتيال للزعيم الكوبي فيدل كاسترو من 638 محاولة

"فيدل كاسترو" الزعيم الكوبي الأكثر شهرة في فترة الحرب الباردة و ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي...

المناضل الثوري العقائدي حتى النخاع بتعاليم الشيوعية الثورية...العدو اللدود لأعتى قوة في العالم "الولايات المتحدة الأمريكية" رمز الرأسمالية التي طالما حارب ضدها داخل كوبا و خارجها و لكنه فاز في نهاية ثورته برئاسة البلاد و سعى إلى تطبيق الشيوعية الديكتاتورية التي تنادي بحكم الحزب الواحد و إقصاء من يعارضه أو يخالف مبادئ الثورة الكوبية و نفيهم خارج البلاد... و الأهم من كل ذلك و المترتب أيضاً على ما سبق أنه صاحب أكبر رقم قياسي بموسوعة "جينيس" في عدد الاغتيالات التي تعرض لها و التي تصل إلى 638 محاولة فاشلة منذ عام 1959 و حتى تنازله عن رئاسة الجمهورية إلى أخيه الأصغر "راؤول كاسترو" في العام 2008 بسبب ظروفه الصحية.

تدبير تلك المحاولات بدأ على الفور بعد انتصار الثورة الكوبية المسلحة عام 1959 و لكن حياة "كاسترو" تعرضت للخطر الأكبر عام 1963 حينما أراد التحول الأكبر إلى النظام الشيوعي مستعيناً بالاتحاد السوفيتي و ضارباً عُرض الحائط بالعلاقات الكوبية-الأمريكية التي كانت متميزة في أول أيام حكمه.

كراهية أمريكية

محاولات الاغتيال الفاشلة قادتها جميعاً وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" بمعاونة بعض معارضي"كاسترو" الكوبيين و المنفيين خارج البلاد و تورط بها كافة رؤساء الولايات المتحدة، فطالما كان شوكة في جنوبهم تؤرقهم ، بدءاً من "أيزنهاور" مروراً بـ"كنيدي" و"جونسون" و"نيكسون" و"كارتر" و"ريجان" و"بوش" الأب و وصولاً إلى "بيل كلينتون" مستخدمين وسائل متنوعة للتخلص منه مثل القناصة، المتفجرات ، سيجار مسمم إلى العبوات الناسفة مثل تلك التي وضعت داخل كرة بيسبول و لكن دون أن تُسفِر كل تلك المحاولات عن شيء.

ويمكنك أن تلمح مدى كراهية الولايات المتحدة و خلال عقود من الزمان ل"كاسترو" من خلال كلمات الرئيس الأمريكي "جورج بوش" الأب حينما أعلن صراحةً عن مشاعره تجاه "الرئيس الكوبي" عبر أمنيته القوية أن يختفي من الوجود حيث قال رداً على سؤال بعد أن ألقى كلمة في كلية الحرب البحرية " يوماً ما سيأخذ الرب فيدل كاسترو". ورداً على سؤال "هل يتمنى بوش الموت لكاسترو؟" قال "جوردون جوندرو" المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "الرئيس كان يعلق على أمر محتوم"

واقعة أخرى حدثت قبل ذلك بكثير في عهد الرئيس الأمريكي"كنيدي" في مطلع عام 1960، عندما كانت حملته الانتخابية الرئاسية في بدايتها حينما قام الكاتب الانجليزي "ايان فليمينج"،مبدع سلسلة "جيمس بوند" الشهيرة ، بزيارة إلى واشنطن واستقبله"كنيدي" هناك بحفاوة كبيرة حول مأدبة عشاء و تعرّض المجتمعون لموضوعات كثيرة قبل أن يصلوا إلى موضوع الساعة ، أي "فيدل كاسترو" الرئيس، فالتفت "كنيدي" نحو الكاتب البريطاني وسأله عما كان يمكن لـ "جيمس بوند" أن يفعله من أجل قهر "كاسترو" بعد فترة تفكير قصيرة قال"فليمينج" ثلاثة أشياء لها أهميتها في "هافانا"،حيث المافيا العالمية، وهي : المال والدين والجنس و بهذا يكون "فليمينج" قد بلور برنامجاً لل CIA حول ثلاثة محاور هي : إغراق كوبا بالأوراق النقدية المزيفة ، ومحاولة إقناع الكوبيين بأن الشيوعية معادية للدين و أخيراً توزيع كميات ضخمة من المنشورات التي يشرح فيها الأميركيون أنهم بصدد تجريب قنبلة نووية جديدة تتثبت إشعاعاتها على الشعر وخاصة على شعر اللحية مما يحتّم حلقها أو الإصابة بالعقم ، وختم "فليمينج" حديثه بان "كاسترو" سيفقد بذلك قوة الجذب التي يمارسها على الكوبيين فانفجر "كنيدي" ضاحكاً لكنه عندما أصبح رئيساً لم تكن محاولات الاغتيال العديدة ل"كاسترو" "أقل إثارة للضحك".

محاولة "آل كابوني"

جندت الCIA عام 1960،هي فترة حكم الرئيس كنيدي، مجرمين من المافيا بالولايات المتحدة من أجل التخلص من "كاسترو" و بدا الخبر وكأنه فصل من فصول فيلم إجرامي شهير فقبل أكثر 50 عاماً تقريباً أجرى عميل FBI"روبرت ماهوي" بناءً على توكيل من الCIA اتصالاً بالمجرم المعروف "جوني روسيلي" و لكنه في البداية عرّف نفسه بأنه ممثل لشركة عالمية كبيرة تريد الانتقام من "كاسترو" لأنه منع لعب القمار في كوبا بعد انقلابه على الدكتاتور "باتيستا" فأوكل "روسلي" مجرمين من الذين تبحث عنهما دوائر الأمن في كل العالم وهما "مومو جياكانا" المسمى (سام الذهب) و خليفة "آل كابوني" في شيكاغو و"سانتوس ترفكانت" أشهر رجل عصابات في كوبا في زمن"باتيستا" ويطلق عليه اسم (جو) حيث سلمهما ست حقن من السم سريع المفعول كان مصدرها مختبرCIA ولأن "روسلي" كان أحد معارف "كاسترو" فقد تمكن من التخطيط الجيد لوصول الاثنين إلى محيط القصر الجمهوري بنية تسميمه وحاولا ،طوال أشهر، التسلل إلى الداخل من أجل دس السم في طعامه دون نجاح على أنCIA أوقفت المحاولة بعد فشل عملية غزو كوبا في إبريل 1961، والتي عرفت باسم عملية "خليج الخنازير"، وتمكنت من استعادة الحقن الست، بحسب ما أظهرت سجلات الوكالة ، لكن الملف لم يتحدث عن مصيرهما أو مدى تمكنهما من مغادرة كوبا.

ثم أعاد "روسيلي" مع مجرم آخر اسمه "تشارلس تورين" محاولة القتل بالهبوط بطائرة في قاعدة Air Force وإطلاق النار عليه وعلى عدد من مرافقيه إلا أن العملية باءت بالفشل.

وفي عام 1963 ، و في نفس يوم اغتيال الرئيس كيندي ، فشل عميل آخر بباريس في إعطاء"كاسترو" حقنة سامة على شكل قلم وضعه في ملابسه ،و لم تُعرف تفاصيل أخرى عن تلك العملية.

اغتيالات بحرية

CIA كانت على علم تام بشغف"كاسترو" بالبحار و الأنشطة الرياضية المتعلقة به و خاصة الغطس تحت الماء قبالة ساحل كوبا و قد حاولت استثمار ذلك في خطة اغتيال أخرى باستخدام رخويات منطقة البحر الكاريبي و إيجاد صدفة بحرية كبيرة تكفي لاحتواء كمية من المتفجرات الفتاكة و التي سيتم تلوينها بطريقة متوهجة ومشرقة بما يكفي لجذب انتباه "كاسترو" عندما يكون تحت الماء.

محاولة أخرى متعلقة بأنشطة "كاسترو" البحرية و هي تحضير بدلة غطس مجهزة بنوع خاص من الفطريات التي من شأنها إصابته بمرض جلدي مزمن و منهك للغاية تؤدي للوفاة بعد فترة قصيرة.

لن أفعل

لم يفُت أيضاً على الوكالة الأمريكية العلاقات النسائية المتعددة ل"كاسترو" فقامت بتجنيد امرأة تدعى "ماريتا لورنث" لترتبط بعلاقة عاطفية معه على مدار ثمانية أشهر محاولةً الإيقاع به في حبائلها و قد زودوها بحبوب سامة تضعها له في الطعام أو الشراب فخبأتهم في علبة كريم باردة حتى لا يكتشفها "كاسترو" أو أحد معاونيه و لكن الحبوب السامة قد ذابت داخل العلبة و اختلطت بمحتوياتها فرأت "ماريتا" استحالة تنفيذ خطة الاغتيال حيث لا يمكنها وضع السم في فمه و هو نائم، فألقت بالسم في المرحاض خاصة حينما شعرت أنه قد خمن نيتها في قتله فأعطاها مسدسه الخاص لتقتله إذا أرادت و لكنها أخبرته "كاسترو, لا أستطيع أن أفعل هذا".

"جيمس بوند"

لم تكن كل سيناريوهات الاغتيال معقدة و محبوكة بل على العكس اتسم الكثير منها بالبساطة مثل الاعتماد على أساليب المافيا التي اعتادت عمليات الشنق و الجريمة في كازينوهات و فنادق "الهافانا" فترة الأربعينيات و الخمسينيات كما هي عليه أفلام"جيمس بوند" ، فقد استخدمت CIA في إحدى المرات أسلوب من الأساليب المتدنية عالمياً لتخلص من "كاسترو"حيث استعانت بأحد زملائه القدامى ليُطلق عليه أعيرة نارية في وضح النهار كأحد أساليب المافيا فيما يتعلق بالاغتيالات و لكن القناصة الذي من المفترض انتمائه إلى جامعة "هافانا" الإجرامية عالمياً تم القبض عليه من رجال الأمن المسئولين عن حراسة "كاسترو" ففيما يبدو أن أمهر قناصة المافيا لم يكن أفضل حالاً من الحبوب السامة و العبوات الناسفة.

سيجار الموت

و في محاولات خادعة من الولايات المتحدة للأمن الرئاسي الكوبي أعلنت الأولى رسمياً أنها تخلت عن رغبتها الدفينة في التخلص من العدو اللدود لديها "فيدل كاسترو" و لكن الأمن الكوبي لم يتهاون في أي فرصة من شأنها أن تُهدي الرئيس الموت المحقق على يد عملاء الأمريكان حتى حينما مرض "كاسترو" و أُرسلت له الهدايا لم تمر هدية دون أن تخضع للتفتيش الدقيق و التمحيص وذلك في نفس الوقت الذي كان قسم الخدمات التقنية بال CIA يُصّنع ذلك السيجار الشهير شديد الانفجار و حريصاً كل الحرص أن يكون من نفس نوع السيجار التي يفضلها "كاسترو" و لكن الحظ لم يحالفهم كالعادة فلم تصله تلك السجائر حيث اقلع عن التدخين نهائياً.

منصة بنما

وجاءت آخر محاولة اغتيال خطيرة نعرفها عام 2000 حينما كان من المقرر أن يزور "كاسترو" بنما فدُبرت مؤامرة لوضع 90 كيلو من المواد شديدة الانفجار تحت المنصة التي كان من المقرر أن يُلقي خطابه عليها و لكن فريق الأمن الشخصي له ،كما ذكرنا ،قام بعمليات تفتيش خاصة بهم على ساحة المنصة و اكتشفوا تلك المواد مما ساعد على إحباط هذه المؤامرة و إلقاء القبض على أربعة رجال، بما في ذلك "لويس بوسادا"، الكوبي المخضرم المنفى و عميل سابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية و إيداعهم بالسجن ولكن تم العفو عنهم و إطلاق سراحهم في وقت لاحق.

و"بوسادا" كما هو معروف عنه أنه الأكثر تخصصاً من أولئك الذين حاولوا وفشلوا في التخلص من "كاسترو" و قد أودع في أحد سجون تكساس،وجرت اتصالات مكثفة بين فنزويلا وكوبا لتسليمه و الحصول عليه لمحاكمته بتهمة محاولات تفجير الطائرة كوبية في عام 1976 ولكن الثقة التي ظهر بها أثناء المحاكمة دلت على ضمانه الخروج من السجن و السماح له باستئناف تقاعده في ولاية فلوريدا كما حدث بالفعل.

أقراص CIA الفاشلة

جميع الأشخاص الذين استخدمتهم CIA لم يكونوا الوحيدين المسئولين عن فشل التخلص من "كاسترو" ففي إحدى المحاولات التي لم تُستكمل جاء الفشل ذريعاً من الوكالة نفسها فقد جهزت أقراصاً فطريةً سامةً لتوضع في خطاف "كاسترو" أو في قهوته و كان من المفترض أن تتحلل تلك الأقراص و تسممه و هو ما لم يحدث فكان من الضروري التخلي عن تلك الأقراص التي فشلت في الذوبان في المحلول الاختباري .

20 منزل ل"كاسترو"

كل هذه المؤامرات لا محالة أدت إلى تغيير أسلوب حياة "كاسترو" فبينما كان يخطو سنواته الأولى في السلطة اعتاد على السير وحيداً في كثير من الأحيان في الشارع ولكن هذه العادة كان يجب أن تتغير ومنذ ذلك الحين تم استعمال فكرة البديل ، وعلى مدى العقود انتقل "كاسترو" بين نحو 20 منزل بمناطق مختلفة في كوبا لتجعل من الصعب على أي قتلة محترفين الوصول إليه ، و مع الوقت و تعدد المحاولات الفاشلة لاغتياله انتشرت في كوبا العديد من النكات منها ما روته مجلة "نيو يوركر" عن رفض"كاسترو" هدية مقدمة له عبارة عن "سلحفاة جالاباجوس" حينما علم أنها تعيش 100 سنة فقط وقال"هذه هي مشكلة تربية الحيوانات ...تتعلق بهم و من ثم يموتون و يتركونك وحيداً"

مرت الأيام و السنوات على الزعيم الكوبي "كاسترو" و نجا من 638 محاولة اغتيال و رحل كل من تآمر لقتله و بقي هو منتصراً هانئ البال و قد احتفل مؤخراً بعيد ميلاده السادس و الثمانين وسط أسرته كما تعود منذ اعتزاله العمل السياسي الرسمي.