جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

عقدة يحيى حقي التي لازمته حتى وفاته

الثلاثاء 08 يناير 2013 | 11:24 صباحاً
القاهرة - Gololy
698
عقدة يحيى حقي التي لازمته حتى وفاته

لأسرة مصرية من أصل تركي ولد الأديب المصري يحيى حقي في 7 يناير عام 1905، بدرب الميضة بحي السيدة زينب، وهذا ما يفسر الارتباط الخفي بين نشأته وبين تأثره بالأحياء الشعبية في كتاباته وقصصه، فرائعة «قنديل أم هاشم» ما كانت لتخرج لولا تأثره القوي بمنطقة السيدة وزوارها ممن يرجون بركتها.

وفي جو مشبع بالثقافة والأدب، كانت النشأة فخاله «حمزة بك» كان يشغل رئيس القلم العربي في ديوان الخديوي إسماعيل، وعمه «محمود طاهر حقي» الذي امتلك في شبابه مجلة «الجريدة الأسبوعية»، فشبّ يحيى منذ البداية على كتب الجاحظ وأبي العلاء المعري كما تأثر بعدد من الكتاب الغربيين مثل: فرجينيا وولف وأناتول فرانس، ليُخرج لنا بعد ذلك من إبداعاته مثل: «البوسطجي»، «أم العواجز»، «كناسة الدكان»، «خليها على الله» وغيرهم.

وكأي أديب يمر بظروف صعبة تؤثر بلا شك في مساره الأدبي، نال حقي حظه من المعاناة مع زوجته السيدة نبيلة، التي لم يكد يمضي على زواجهما ثلاثة أشهر حتى أصيبت بمرض غامض في عينها اليسرى منعها من الرؤية ثم زحف على العين اليمنى ففقدت البصر تماماً، وكانت  حاملاً بمولودهما الأول، وفي الشهور الأخيرة من الحمل اكتشفوا إصابتها بالتهاب في عضلة القلب، إذ أصيبت في صغرها بحمى روماتيزمية أثرت عليها في شبابها ونالت منها في شهور الحمل المرهقة، ونتج عنه إصابتها في القلب، ولم يكن هناك علاجاً حتى ظهرت تباشير دواء جديد هو «البنسلين»، وكان وقتها باهظ الثمن و نادر التواجد في مصر، ويصعب الحصول عليه إلا عن طريق وزارة الخارجية أو من قوات الحلفاء وقت الحرب العالمية الثانية.

واستطاع الزوج الأديب من خلال عمله بالسلك الدبلوماسي، أن يحصل على العلاج ولكن بعد فوات الأوان، فقد وصلت حالتها إلى مرحلة حرجة لا تستجيب للعلاج، وتوفيت الزوجة بعد أن وضعت مولودتها «نهى» ببضعة أشهر، وقد رثاها بمقال نشرته مجلة «الثقافة» وقتذاك، عنوانه: «الموت.. إلى نبيلة» وشكلت وفاة زوجته، بعد عشرة أشهر من زواجهما، صدمة كبيرة له، لكنه تحمل، وظل وفياً لذكراها عشر سنوات كاملة حتى عام 1954، وبالرغم من زواج حقي من السيدة جان الإنجليزية بعد ذلك، إلا أنه ظل يذكر تلك المرأة التي عرف معها معنى السعادة ولم تجن هي غير الألم، وكلما تذكرها بكى حزناً وكأنها لم تمت لتلك اللحظة.