فردة حذاء.. رسالة من صدام حسين!!

رغم إعدام الرئيس العراقي صدام حسين منذ سنوات وغيابه عن الساحة السياسية إلا أنه مازال حاضراً في المشهد السياسي فقد بعث شاب عراقي برسالتين إلى الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق بول بريمر، إحداهما من صدام نفسه والثانية من الشعب العراقي.

والبداية كانت مع لقاء نظمته جمعية «هنري جاكسون» داخل إحدى قاعات البرلمان البريطاني، وحضره صحفيون وسياسيون وعدد من أبناء الجالية العراقية بينهم شاب عراقي يُدعى ياسر السامرائي، الذي طلب إذناً ليطرح سؤالاً على بريمر، فبدا الأخير مهتماً بما سيقوله الشاب العراقي.

فتحدث الشاب قائلاً إنه ولد ونشأ في العراق، ثم أخبره بأنه يحمل إليه رسالتين واحدة من صدام حسين وواحدة من الشعب العراقي، فاهتم بريمر أكثر، فعاجله الأول بفردة من حذائه، ولكن الرمية كانت ضعيفة فوصلت بالكاد إلى طاولة بريمر، الذي أطلق ابتسامة منتصرة، ثم تلاها السامرائي بقذف الزوج الثاني وبعزيمة زادت قليلاً عما ينبغي، فتطايرت إلى الأعلى دون أن تلمس الحاكم الأمريكي.

بريمر نهض ماداً يديه إلى الأعلى ليلتقط فردة الحذاء، لكنها لامست أطراف أصابعه واصطدمت بالجدار، فعاد إلى مكانه يضحك وقال له: «عليك بتحسين تصويبك إذا أردت القيام بخطوة من هذا النوع»، فرد عليه الشاب العراقي وقد سيطر عليه أفراد الأمن البريطاني: «اللعنة عليك وعلى ديمقراطيتكم المزيفة.. دمرتم بلدي ولن تفلتوا» ثم اقتادوه مكبل اليدين.

الحاكم الأمريكي المدني السابق عاد إلى القاعة بعد دقائق، مطمئناً من انتظروه وقال: «ok.. ok أنا بخير، وهذا الشاب محظوظ لإقامته في بريطانيا، حيث حرية التعبير حق محترم»، وأكد أن عدد كبير من الجنود الأمريكيين والبريطانيين وهبوا حياتهم لنقل هذا الحق للعراقيين أيضاً، مضيفاً أن السامرائي كان سيقتل في الحال لو عبر عن رأيه بهذه الطريقة في عهد صدام.

بريمر عيّنه جورج بوش رئيساً مدنياً في 2003 للإشراف على إعادة إعمار العراق وأمضى هناك عاماً ألف عنه كتاباً يروي فيه ذكرياته وانطباعاته عن العراق وشعبه.