حسام بدراوي يكشف أسرار وكواليس لحظة تنحي مبارك

كشف الدكتور حسام بدراوي، رئيس الحزب الوطني المنحل، تفاصيل اللحظات الأخيرة من عمر نظام الرئيس السابق حسني مبارك، مشيرًا إلى أن اللحظات الأخيرة شهدت صراعًا بين جبهتين، الأولى كانت تؤيد خروج الرئيس في إطار من الشرعية بنقل السلطة لنائب الرئيس، والجبهة الثانية كانت تعارض خروج الرئيس وتصمم على الإبقاء عليه.

بدراوي أوضح خلال حوار له مع برنامج «الحياة اليوم» على فضائية «الحياة»، أنه طرح على اللواء الراحل عمر سليمان نائب الرئيس السابق، فكرة خروج مبارك، وذلك من خلال خطاب للرئيس يتضمن ثلاث نقاط، الأولى طرح التعديلات الدستورية التي قامت بها لجنة تعديل الدستور خلال 15 يومًا، والنقطة الثانية إعلان الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد الاستفتاء على الدستور أي خلال 60 يومًا، والثالثة أن يتضمن خطاب مبارك تأكيدًا على تنحيه عن السلطة وخروجه من المشهد السياسي وعائلته، منوهًا إلى أن اللواء عمر سليمان وافقه على هذا الطرح وكذلك المشير طنطاوي.

وأضاف: سألت اللواء عمر سليمان: لماذا لا يعرض عليه هذا الحل؟، فرد بأنه سيتعامل مع الموقف كرجل عسكري، بمعنى أنه لا يستطيع أن يقول للقائد أخرج، كي يقود هو بدلاً منه، موضحًا أن سليمان قال له: أنت الوحيد القادر على أن يقول ذلك للرئيس، وعندها طرحت على سليمان، أن أدعو لاجتماع يضم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الوطني وأطرح ذلك خلال الاجتماع، مشيرًا إلى أن سليمان طرح عليه بديلاً هو أن يدخل عليه مكتبه ويطرح عليه ذلك بشكل مباشر لأن معرفة اللواء سليمان بشخصيته تقول إنه سيكون أكثر تركيزًا واستعدادًا لقبول هذا الحل خلال اجتماعي به منفردًا.

رئيس الحزب الوطني المنحل كشف أن سليمان على خلفية الحوار الذي دار بينهما في مكتب نائب الرئيس يوم الأربعاء 9 فبراير، قام في نفس اللحظة بالاتصال بالرئيس السابق على الفور وأبلغه بحضوري ورغبتي في مقابلته، مشيرًا إلى أنه دخل على مبارك مكتبه، ودخل معه بعض المستشارين الخاصين بالرئيس السابق كان على رأسهم الدكتور زكريا عزمي وأنه طلب من مبارك أن يتحاورا على انفراد.

وأكد أنه أبلغ مبارك بالحل وأنه بعد اجتماع لمدة ساعتين اقتنع بهذا الحل، موضحًا أن مبارك أكد له استعداده لتسليم السلطة، ولكنه قال له خروجي الآن يعني أن حكم البلاد سيذهب إما للحاكم العسكري، أو الحاكم الديني، المتمثل في الجماعات الإسلامية المتطرفة وكلا الطرفين لن يتركا الحكم أو تسقط البلاد في بحر من الفوضى.

بدراوي قال: من خلال وجودي في قصر الرئاسة خلال الأيام الأخيرة أعلم يقينًا أن الولايات المتحدة كان لها دور بارز في إجبار الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي، إلى جانب الضغوط الشعبية، مشيرًا إلى أنه كانت ترتيبات في هذا الصدد بين جماعة الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية.