جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

زعماء جمعهم النضال الثوري وفرّقهم الصراع على الكرسي

الثلاثاء 02 ابريل 2013 | 01:15 مساءً
القاهرة - آية صلاح الدين
1957
زعماء جمعهم النضال الثوري وفرّقهم الصراع على الكرسي

«حتى أنت يا بروتس» جملة شهيرة قالها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر بعدما طعنه رفيق دربه "بروتس"،  تُلخص التاريخ الثوري لبعض الزعماء العرب في فترة ما، اتسمت خلالها المنطقة العربية بطابع ثوري وكثرة الانقلابات العسكرية على أنظمة الحكم آنذاك، أصدقاء يبدأون معًا على طريق الثورة ثم ما يلبثوا حتى ينقلبوا على بعضهم البعض، بعدما تدُب الخلافات والمطامع بينهم، وبعد أن كانت الثقة هي قوتهم المحركة لنجاح ثورتهم أصبحت الكراهية هي الدافع للخيانة والانقلاب.

  أحمد بن بلة - هواري بومدين

انضم بن بلة إلى جبهة التحرير الجزائرية عام 1954 وشارك في الإعداد للثورة التي مثلت ضغطًا على الفرنسيين للتخلي عن الأحلام الاستعمارية، وبعد إعلان استقلال الجزائر عام 1962 تولى بن بلة رئاسة الجمهورية عام 1963 بترشيح من صديقه ووزير دفاعه هواري بومدين.

استحواذ بن بلة على عدة مناصب رفيعة، أغضب رفاق الكفاح بمجلس الثورة الجزائري وأشعرتهم بالتهميش، الأمر الذي أدي إلى انقلاب بومدين عليه، وعزله عن الرئاسة وتحديد إقامته عام 1965، وحينما تُوفي الثاني وتولى الشاذلي بن جديد السلطة، أفرج عن بن بلة عام 1980.

  محمد نجيب - جمال عبدالناصر

أصبح اللواء محمد نجيب رئيس مجلس إدارة نادي الضباط في 1 يناير 1952 بأغلبية الأصوات وبترشيح من تنظيم الضباط الأحرار، ثم وقف إلى جانبهم أثناء ثورة 23 يوليو 1952، بعدما رشحه عبدالحكيم عامر لدماثة أخلاقه وتاريخه العسكري المشرف، وأصبح المتحدث الرسمي عن التنظيم.

وبعد نجاح الثورة تفاقم الخلاف بينه وبين مجلس قيادة الثورة بقيادة البكباشي جمال عبدالناصر، حتى أُقيل من جميع مناصبه في 14 نوفمبر 1954، وأصبح الثاني هو رئيس الجمهورية، ثم تحددت إقامة نجيب بفيلا زينب الوكيل بالمرج لما يقرب من 30 عامًا حتى أطلق الرئيس السادات سراحه عام 1974.

  جمال عبدالناصر - عبدالحكيم عامر

كانت علاقتهما أقرب إلى الأخوة منها إلى الصداقة، منذ أن بدأت بالكلية الحربية وحتى تطورت مع الإعداد للثورة ووصول ناصر إلى الحكم، حيث بقي عامر هو الأقرب إليه دومًا.

حتى كانت عدة أزمات قطعت حبال المودة بينهما بدءً من فشل مشروع الوحدة مع سوريا مرورًا بحرب اليمن وآخرها نكسة يونيو 1967 ليحاول عامر، بحسب بعض المؤرخين، بمساعدة الجيش الانقلاب على صديق عمره وأخذ مكانه، ولكن ناصر كان أسرع بكثير؛ حيث تم إلقاء القبض على الأول ليختفي بعدها من المشهد السياسي بأكمله بإعلان انتحاره عام 1967.

 

  معمر القذافي - عمر المحيشي

تربى القذافي وسط عائلة المحيشي في مصراته والتحقا معًا بالكلية العسكرية وتخرجا في نفس العام، ثم انضما إلى تنظيم «الوحدويين الأحرار» الذي أطاح بالملك إدريس السنوسي عام 1969، وأصبح بعدها القذافي رئيسًا للبلاد.

أظهر القذافي شهوة عدوانية للسلطة وأساء استغلال منصبه، فتصدى له المحيشي وتواجها عام 1972 في واقعة شهيرة بالأسلحة، وكاد الثاني أن يقتل القذافي لولا تدخل أعضاء التنظيم، ومنذ ذلك الحين ناصبه القذافي العداء، خاصة بعد الكشف عن مخطط المحيشي لقلب نظام الحكم عام 1975، ولكنه استطاع الهرب إلى عدة دول عربية وسط محاولات للاغتيال، حتى وقع أخيرًا في يد القذافي، الذي انتقم منه بشدة وأعدمه في نهاية المطاف عام 1984.

   حافظ الأسد - صلاح جديد

بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961، أُبعد حافظ الأسد عن الجيش لموقفه الرافض للانفصال وأُحيل إلى الخدمة المدنية، ولكن صديقه في اللجنة العسكرية آنذاك صلاح جديد أعاده إلى الجيش، وأعدا انقلابًا على القيادة القومية لحزب البعث، سيطر بعدها جديد على حزب البعث وحكم سوريا، بينما تولى الأسد وزارة الدفاع.

ولكن الخلافات بدأت بالظهور بينهما بعد هزيمة 1967؛ وتفاقمت بشدة لعدم انصياع الأسد لقرارات جديد، وحينما قرر جديد إقالته جاء رد الأسد بالانقلاب على رفيق كفاحه في 16 نوفمبر 1970 وسجنه مع العديد من معارضيه، وحصل بذلك حافظ الأسد على صلاحيات رئيس الجمهورية في 22 فبراير 1971.