أشرف مروان.. الرجل الذي ضلل «الموساد»

حياته كانت مسلسلًا لا ينته من الغموض، فما بين تجارة السلاح والدخول إلى عالم الجاسوسية المثير عاش رجل الأعمال المصري الراحل أشرف مروان ما يقرب من 63 عامًا وهو يضع روحه ما بين كفيه، إلى أن سقط من شرفة منزله في عاصمة الضباب لندن في 27 يونيو 2007، وسط اتهامات جنائية باغتياله.

ومروان هو زوج الابنة المدللة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، منى عبدالناصر، ووالد رجل الأعمال الشهير جمال مروان. ولد في 2 فبراير عام 1944، لأب يعمل ضابطًا بالجيش المصري. حصل مروان على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1965، ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة لندن عام 1974، ثم التحق بالقوات المسلحة منذ عام 1965.

ومنذ زواجه بابنة الرئيس الراحل وبدأت الأنظار تلتفت إليه وبدأ يظهر بقوة في الأحداث؛ حيث انتقل للعمل في رئاسة الجمهورية كمساعد محدود الاختصاصات لسامي شرف مدير مكتب عبدالناصر، وبعد وفاة الأخير انتقل للعمل مع الرئيس السادات حتى حصل على ثقته للدرجة التي أصبح معها المستشار السياسي والأمني له.

علاقته بالرئيس الراحل أساءت لعلاقته بعائلة زوجته خاصة السيدة تحية كاظم، زوجة عبدالناصر، وشقيقة زوجته السيدة هدى، ولكنه لم يعبأ بذلك كثيرًا؛ حيث أشعره السادات بتعاطف كبير وزاد من تقريبه إليه.

ومع ازدهار الحقبة الرأسمالية لعصر السادات استطاع مروان ببراعة أن يدخل في مصاف رجال الأعمال المرموقين وتولى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، ولكنه لم يترك السياسة، فقد كانت مركز قوة وسلطة له يصعب التخلي عنها.

وقد نشرت الصحف العبرية عام 2003 أخبارًا تتهم مروان بأنه كان عميلًا مزدوجًا للمخابرات المصرية والإسرائيلية، باسم حركي هو «بابل»، وأنه تسبب في إخفاق الموساد خلال حرب أكتوبر 1973، بإمدادهم بمعلومات مضللة عن الجيش المصري، وذلك بعدما عرض خدماته عام 1969 وظل يمدها في السنوات التالية بمعلومات مضللة وصفها مسئولون إسرائيليون وقتها بأنها «لا تقدر بثمن».