جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

رغم المرض والمعاناة.. الشيخ محمد رفعت يرفض أموال الملوك

الجمعة 17 مايو 2013 | 03:12 مساءً
القاهرة - سناء الطويلة
697
رغم المرض والمعاناة.. الشيخ محمد رفعت يرفض أموال الملوك

تشهد هذه الأيام ذكرى مولد ووفاة قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، الذي استطاع بصوته العذب الخاشع أن يغزو القلوب والوجدان، حيث جمع بين الخشوع وقوة التأثير، فكان صوته يشرح الآيات، مما جعل أسلوبه فريدًا من نوعه في التلاوة.

الشيخ رفعت كان يتمتع بالنظر حتى أصبح عمره سنتين، وقيل إن فقده للنظر كان بسبب الحسد، فقد قابلته امرأة وقالت عنه «هذا الطفل ابن ملوك، عيناه تقولان ذلك»، وفي اليوم التالي استيقظ الشيخ وهو يصرخ من شدة الألم في عينيه، ولم يلبث أن فقد بصره، بعدها وهبه والده ضابط البوليس إلى خدمة القرآن حيث أتم حفظه قبل سن العاشرة.

قيثارة السماء كما أُطلق عليه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة، فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه، وكانت مقولته الشهيرة: «إن سادن القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان»، وقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم فرفض وقال: «إن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم».

الشيخ رفعت لم يعبأ بالمال وأبى أن يتكسبه فقد عرض عليه عام 1935 أن يذهب للهند مقابل «15» ألف جنيه مصري، فاعتذر، فوسّط نظام حيدر آباد الخارجية المصرية، وضاعفوا المبلغ إلى «45» ألف جنيه، فأصرَّ الشيخ على اعتذاره، وصاح فيهم غاضبًا: «أنا لا أبحث عن المال أبدًا، فإن الدنيا كلها عَرَضٌ زائل».

كما عرض عليه صديقة الموسيقار محمد عبدالوهاب أن يسجِّل له القرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه، فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانة القرآن سكران أو جُنُب.

الشيخ أصيب في آخر حياته بالعديد من الأمراض التي منعته من قراءة القرآن الكريم وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له، والتي بلغت نحو 20 ألف جنيه، وباع بيته، وقطعة أرض كانت له لينفق بها على علاجه.

كما عرض عليه ملوك، ورؤساء، الوطن العربي، أموالاً للعلاج، ولكنه رفض قائلاً: «إنَّ قارئ القرآن لا يهان».

يذكر أن الشيخ محمد رفعت ولد في 9 مايو عام 1882، وتوفي في 9 مايو 1950، هو أول من أقام مدرسة للتجويد القرآني في مصر، ونال العديد من الألقاب منها المعجزة، قيثارة السماء، الصوت الملائكي.