جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

محمد فريد.. سُجن بسبب ابنته

الثلاثاء 04 يونية 2013 | 02:01 مساءً
القاهرة - Gololy
1318
محمد فريد.. سُجن بسبب ابنته

حمل شعلة الكفاح الوطني بعد رحيل الزعيم مصطفى كامل، ولم يدّخر القائد المصري محمد فريد جهدًا أو مالًا من أجل نضاله ضد الاحتلال الإنجليزي، حتى مات وحيدًا في المنفى وفقيرًا لا تملك أسرته نفقات جنازته.

فريد أدرك أن طريقه يبدأ من تعليم أبناء الشعب، فافتتح المدارس الليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانًا، كما وضع الأساس للعديد من المدارس في القاهرة والمحافظات النائية، أما معركته الأولى فكانت مع «الدستور» فقدم للخديوي عشرات الآلاف من توقيع المواطنين على صيغة موحدة تم الاتفاق عليها.

تعرض فريد للمحاكمة أثناء تواجده في أوروبا بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان «أثر الشعر في تربية الأمم» حيث قال فيها «لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد إماتة الشعر الحماسي وحمل الشعراء بالعطايا على وضع قصائد المدح البارد والإطراء الفارغ وابتعادهم عن كل ما يربي النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال».

وقد نصحه أصدقاؤه بعدم العودة إلى مصر، ولكن ابنته فريدة ناشدته العودة في خطابها قائلةً: «أتوسل إليكم باسم الوطنية والحرية، التي تضحون بكل عزيز في سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن.. فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم» فاستجاب لها وعاد إلى مصر ليُحكم عليه بالسجن ستة أشهر، ولدى خروجه من السجن كتب قائلًا: «مضى عليّ ستة أشهر في غيابات السجن ولم أشعر أبدًا بالضيق إلا عند اقتراب خروجي؛ لعلمي أني خارج لسجن آخر وهو سجن الأمة المصرية الذي تحده سلطة الفرد ويحرسه الاحتلال».

وبعدما ضاقت الحكومة الموالية للاحتلال بكفاحه الوطني بيتت النية لسجنه مجدد، فغادر فريد البلاد إلى أوروبا سرًا ووافته المنية هناك وحيدًا فقيرًا، ولم تجد أسرته مالًا كافيًا لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، حتى أعاد جثمانه أحد التجار المصريين وعلى نفقته الخاصة.