جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أحمد مطر.. شاعر انتحاري طردته «العراق» فأكرمته «الكويت»

الثلاثاء 04 يونية 2013 | 03:45 مساءً
القاهرة - Gololy
760
أحمد مطر.. شاعر انتحاري طردته «العراق» فأكرمته «الكويت»

شاعر بدأ كغيره من كلمات العشق والغزل ولكن ما لبث أحمد مطر أن اكتشف الصراع الخفي بين السُلطة والشعب، فلم تقو كلماته على السكوت وخرجت كطلقات الرصاص من فوهة قلمه الحر.

مطر من مواليد البصرة في خمسينيات القرن الماضي، وفي سن الرابعة عشر بدأت موهبته الشعرية في البزوغ عبر قصائد العشق والغزل كعادة كل الشعراء، ولكنه سرعان ما ألقى بنفسه في دائرة السياسة الصارمة، ودخل معتركها حاملًا أشعاره التي اتسمت بالطول في ذلك الوقت.

وبعدما انتشرت كلمات الشاعر بين جموع المواطنين، لم تتركه السلطات الحاكمة يبقى على أرض الوطن كثيرًا؛ حيث اضطرته إلى الخروج هاربًا من العراق فتوجه إلى الكويت، وهناك عمل كمحرر ثقافي في جريدة «القبس» يدوّن كلماته بحرية تامة وكأنها يومياته الخاصة.

ومن «القبس» خرج نور أحمد مطر إلى العيان، وانتشرت أشعاره وسط مباركة الجريدة التي سجلت لافتاته «الانتحارية» دون خوف، وهناك أيضًا تعرف على انتحاري من نوع آخر، إنه الفنان الفلسطيني ناجي العلي ليجد كلّ منهما في الآخر توافقًا نفسيًا واضحًا، منبعه روابطهما المشتركة من الصدق والعفوية والبراءة، فكان مطر يبدأ الجريدة بلافتته، وينهيها ناجي بلوحته الكاريكاتيرية.

ومن جديد يعاني الاثنان من ملاحقة الأنظمة العربية الديكتاتورية، التي رفضت بحزم لهجتهما الصادقة وكلماتهما الحادة، فصدر قرار بنفيهما معًا من الكويت، وترافقا من منفى إلى آخر، حتى استقرا في لندن إلى أن تُوفي ناجي العلي، وبقيّ صديقه وحيدًا يمضي الأعوام الطوال بعيدًا عن أعين الجميع.

أحمد مطر عزف أيضًا عن وسائل الإعلام التي نشأ في رحابها، ولكنه أكد عدم تجاهله لها «بل إنني أتجاهل «وسائل الإعدام»، تلك التي تكتب بالممحاة، وتقدم للناس فراغًا خاليًا محشوًا بكمية هائلة من الخواء».

ناجي العلي و احمد مطر
الشاعر احمد مطر