شارل ديجول.. الرجل الذي أنقذ فرنسا من الاختفاء وأطاح به الطلبة

لم يشهد التاريخ الفرنسي رئيسًا وهب بلاده مصدر الكبرياء والفخر كما الرئيس الراحل شارل ديجول، الذي لم يستسلم لهزيمة بلاده أمام قوات النازية بل ظل يتعامل برفعة نفس وقوة شكيمة حتى استطاع أن يتحرر من الكيان النازي.

وبعد اجتياح جيوش هتلر عام 1940 توقع المؤرخون اختفاء فرنسا من الخارطة نهائيًا لولا وجود الجنرال ديجول الذي آمن بأن فرنسا سوف تعود مجددًا، لذلك حاول منع الغزو الألماني ولكن القيادة السياسية لم تعطِه الصلاحيات اللازمة مما تسبب في انهزام الجيش الفرنسي.

ديجول سارع بالهرب من بلاده، وأسس حركة «فرنسا الحرة»، والتي أصبحت الممثل الشرعي لحكومة فرنسا في المحافل الدولية، حتى قام الحلفاء بتحرير بلاده من قبضة النازية، وسلّمته فرنسا في 20 أغسطس 1944 حتى يتم تنظيم الانتخابات البرلمانية عقب انتهاء الحرب.

الانتخابات فاجأت القائد الفرنسي وأنحته بعيدًا عن السلطة، ليغادر منصبه في 20 يناير 1946 قائلًا: «لم أعمل في أي جهة أو منصب.. سوف أنتظر في منزلي بجوار الهاتف.. ويومًا ما سوف تقوم هذه الأمة باستدعائي مرة أخرى لقيادتها».

وبعد 12 عاما قام الجيش الفرنسي بانقلاب عسكري وقاموا بالاتصال هاتفيًا بالزعيم المنتظر للعودة إلى قصر الإليزيه، حيث استطاع الصعود بفرنسا كقوة سياسية واقتصادية في أوروبا، حتى انتفضت ضده الحركة الطلابية عام 1969 وطالبت بعزله، فتقدّم باستقالته ليتوفى بعد عام واحد عام 1970.