علوية جميل.. حرمتها والدتها من التعليم وأجبرتها على الزواج

«مودموزيل جان دارك» هكذا عُرفت بين زميلاتها في المدرسة الفرنسية «المير دي دييه»، ولم تكن الفنانة علوية جميل تجد حرجًا من ذلك الاسم بل على الإطلاق كانت تعشقه لأنه يؤكد جدارتها في فن التمثيل الذي تعشقه؛ فقد سبق لها أن قدمت شخصية المناضلة الفرنسية جان دارك على مسرح المدرسة.

وبعد شهرين من وصول علوية إلى عامها الثاني عشر، منعتها والدتها عن الذهاب إلى المدرسة وفجرت في وجهها مفاجأة كبرى؛ حيث أمرتها أن تستعد لـ«الزواج» بحجة أنها وصلت للسن المثالي لتكوين أسرة، كما أن تقاليد عائلتها الصارمة تمنع مكوث البنات بدون زواج حتى هذا السن.

ووصفت الفنانة المصرية، في حوار إذاعي نادر ببرنامج «إني أعترف» عام 1936، مقاومتها لفكرة الزواج بأنها كانت في حكم «المستحيل» لذلك رضخت لأوامر والدتها وأقنعت نفسها بأن «اللي تقوله ماما لازم يمشي.. هي عارفة مصلحتي وعارفة الواجب والأصول وزمان كان فعلًا عيب إن البنت توصل للسن ده من غير جواز».

علوية جميل خرجت من المدرسة وهي متألمة؛ لأنها تركت جوها الطفولي وحفلات التمثيل في المدرسة وحُرمت من الاسم اللي اشتهرت به «جان دارك» وأصبح اسمها «مدام جورجيت».

وهي في سن الـ13 عامًا أنجبت ابنتها عايدة ثم ولدين وبنت، ولكنها انفصلت بعد 8 سنوات من الزواج، وعادت لتعيش مع والدتها وتفرغت لتربية أبنائها.

حياتها المحدودة ما بين شغل «الكنافاه» والقراءة لم يملأ فراغها، فبدأ في ذات الوقت إحساس بالحنين يغزوها من جديد تجاه الجو المدرسي ودور «جان دارك».