جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

ماذا قال جابرييل جارسيا ماركيز في رسالته الأخيرة قبل وفاته؟

السبت 19 ابريل 2014 | 09:26 صباحاً
القاهرة- Gololy
804
ماذا قال جابرييل جارسيا ماركيز في رسالته الأخيرة قبل وفاته؟

رحل الروائي الكولومبي العالمي جابرييل جارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل، يوم الخميس الماضي، وذلك عن عُمر يناهز الـ87 عامًا.

وقبل وفاته بأيام قليلة، بعدما أدرك أنه على مشارف الموت، كتب رسالة وجهها إلى أصدقائه ومحبيه قال فيها: «لو شاء الله أن يهبني حفنة حياة أخرى، سأستغلها بكل قواي، ربما ما قلت كل ما أفكر فيه لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله، وسأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه، سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نوم خسارة لـ60 ثانية من النور. وسأسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام».

وأضاف: «لو شاء ربي أن يهبني حفنة حياة أخرى سأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على وجه الأرض عارياً ليس من جسدي وحسب بل من روحي أيضاً، وسأبرهن للناس كم يخطئون لو اعتقدوا إنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، فهم لا يدرون إنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق، للطفل سأعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده، وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي بسبب السنّ بل بفعل النسيان».

وتابع: «لقد تعلمت منكم كثيراً أيها البشر، تعلمت أن الجميع يريدون العيش في القمة غير مدركين أن سرّ السعادة في كيف نهبط من فوق. وتعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى يعني انه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف، تعلمت منكم أكثر! لكن قليلاً ما سيسعفني ذلك، فما إن أنهي توضيب معارفي سأكون على شفير الوداع.. قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه».

ووجه حديثه لزوجته بقوله: «لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة أراكِ نائمة كنت آخذك في ذراعيّ وأصلّي أن يجعلني الله حارساً لروحك. لو كنت أعرف أنها دقائقي الأخيرة معك لقلت: أحبك ولتجاهلت بخجل انك تعرفين ذلك. هناك بالطبع يوم آخر، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل خيراً، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير أحب أن أقول كم أحبك، وكم أنني لن أنساكِ لأن الغد ليس مؤكداً لا للشاب ولا للكهل، ربما هذا آخر يوم نرى فيه من نحب».

وأضاف: «فلنتصرّف لئلا نندم لأننا لم نبذل الجهد الكافي لنبتسم، لنحنّ، لنطبع قبلة، أو لأننا مشغولون عن قول كلمة فيها أمل. احفظوا قربكم ممن يحبكم وتحبّون، قولوا لهم همساً إنكم في حاجة إليهم، أحبوهم واهتموا بهم، وخذوا الوقت الكافي كي تقولوا: نفهمكم، سامحونا، من فضلكم، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفونها. لن يتذكر أحد أفكاركم المضمرة، فاطلبوا من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهنوا لأصدقائكم وأحبائكم محبتكم لهم».