جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

رشدي أباظة يطعم والدته الأمريكية.. صور نادرة

الاحد 19 ابريل 2015 | 03:04 مساءً
القاهرة - سناء الطويلة
4616
رشدي أباظة يطعم والدته الأمريكية.. صور نادرة

ولد الفنان الراحل رشدي أباظة، في عام 1927 لأم إيطالية تدعى تريزا لويجى، ووالده السيد سعيد بغدادي أباظة، كان ضابطًا كبيرًا بالشرطة، وقد حصل أباظة على البكالوريا من كلية سان مارك بالإسكندرية، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة، ودخوله المجال الفني بعد ذلك.

رشدي أباظة، أو دونجوان السينما المصرية، أستطاع أن يكون فتى الشاشة العربية الأول بأدائه السهل الممتنع الذي مزج بين البساطة والعمق، وخلال 33 عامًا هي مشواره الفني، نجح رشدي أباظة في أن يخطف الأضواء ليكون أكثر نجوم جيله شعبية ومصداقية لدى الجمهور.

وفي نهاية حياته عاني من المرض اللعين، بعد أن اكتشف الأطباء إصابته بورم في المخ، بعد خضوعه للأشعة والتحاليل اللازمة، وقام الطبيب بإبلاغ والدته بطبيعة مرض أباظة دون الحضور، وكان رد والدة رشدي على كلام الطبيب أنا لازم أعرض رشدي على أكبر الأطباء في مصر لا في العالم، فرد عليها الطبيب بقوله: «للأسف دا مش هايغير من الأمر شيء... لأن دي الحقيقة... حتى لو عرضتيه زي ما بتقوللي على كل أطباء العالم».

شعرت والدة رشدي، بأن هذه هي النهاية، فلم يصب أحد بهذا المرض اللعين ونجا، لذا الموت قادم لا محالة، فقررت أن تحتكم إلى العقل الأوروبي، الذي يتجرد من المشاعر الإنسانية في اللحظات العصيبة، والتصرف وفقًا لما يمليه عليها عقلها، وليس قلبها.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] رشدي أباظة مع والدته[/caption]

كانت والدته قد كتبت له ثروتها مناصفة مع ابنته قسمت، لكنها بعدما علمت بمرض رشدي، فكرت في أنه في حال موته، سيرث أشقاؤه من والده، فكري والشقيقات الثلاث، نصيبًا كبيرًا من ثروته، باعتبار ألا ولد يرثه، كما يقول الدين الإسلامي، ففكرت في كيفية استعادة ما كتبته لرشدي من ثروتها، غير أنه سيسأل، حتما، عن السبب، لكنها لم تتردد، وفور خروجه من المستشفى، ومرافقته  لقضاء فترة النقاهة في مزرعته بالطريق الصحراوي، وظهرت في صور نادرة، وهي تقوم بإطعام أباظة في فمه، وكذلك قام الفنان الراحل بإطعامها في صور تدل على مدى العلاقة القوية التي كانت تربط بينهما.

وطلبت والدة أباظة منه أن يعيد لها ماكتبته باسمه، فرد عليها بقوله: «إيه اللي أنت بتقوليه دا يا أمي؟ وليه فكرتي في الموضوع دا دلوقتي؟، فقالت له: «أبدًا... بس أنا شايفة إني ظلمت ابني»، فقال أباظة: «ابنك؟! وهو أنا مش ابنك... وبعدين أنا من الأول ماطلبتش منك إنك تكتبيلي حاجة... أنا مش قادر أفسر موقفك دا... قوليلي بصراحة في إيه؟! كان رشدي أباظة يكره المرض، ويكره أن يقال عنه إنه مريض، فالفتى الذي كان بطلا للملاكمة وكمال الأجسام، مفتول العضلات، رمزًا للقوة والفتوة في عشرات الأفلام، يحمل فجأة لقب «مريض».

ظل رشدي ثلاثة أيام في غرفته، لا يريد أن يرى أحدًا، أو يتكلم مع أحد، فقط يدخن ويفكر في مصيره، فقد أدرك الرسالة التي أرادت والدته أن تصله، فهم أنه على مشارف الموت، ما دفعها للمطالبة باسترداد نصف ثروتها التي سبق وكتبتها له، قبل أن يذهب إلى أخوته من والده.

بعد عزلته، خرج رشدي وقرر أن ينفذ لوالدته ما أرادت، ويعيد إليها ميراثها، غير أنه قرر، في الوقت نفسه، ألا يستسلم لهواجسه والأمر الواقع، ويجلس في حجرته فوق سريره ينتظر أن يأتيه الموت، بل مواجهة المرض بشجاعة، كما اعتاد في كل مواقفه.