جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مكسيم خليل: اعذروا خيانتي أيها السوريين

الخميس 12 أكتوبر 2017 | 01:55 مساءً
القاهرة_ Gololy
239
مكسيم خليل: اعذروا خيانتي أيها السوريين

وجه الفنان السوري مكسيم خليل رسالة وطنية لسوريا، عبر صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»، وذلك بعد خروج المنتخب السوري من تصفيات كأس العالم بخسارتها أمام أستراليا بنتيجة 2-1.

مسكيم خليل، قال في رسالته والتي وضع لها عنوان «شيزفرونيا في حضرة العارضة»: «عنوان يحمل في جوانبه ذاك العبث الذي يتلاعب بِنَا تراجيدياً.. و كوميدياً بشقيها السوداوي و التهريجي.. قد يسخف البعض العنوان و قد يغضب البعض الأخر..لكني لم أكن أتخيل يوماً أن حدث ارتطام كرة في عارضة.. سيجعلني ارتطم بعد سقوط حر دام سنوات.. ارتطم بين جدران ضمائر منها من مات ومنها مِن يعتقد أنه على قيد الحياة.. حدث ما كان لينقصني حتى يكتمل ذاك الانفصام.. ذاك الشرخ.. ذاك الجنون..».

وأضاف: «بأجزاء من الثانية مر شريط حياة كاملة.. رأيت نفسي واقفا على الشباك المطل على أرض الديار.. اهتف بين أهلي للبرازيل التي طالما مثلتنا في كأس العالم.. وانتصرنا وانهزمنا من خلالها.. مروراً بتلك الأيام التي كنّا نساند منتخبنا على أمل تأهل لم يكن ليكتمل يوماً.. كان سريعاً جداً ..يحمل في داخله مشاعر متضاربة.. وأسئلة وجودية ممزوجةً بعناية إلهية يصعب على أحد فهمها أو حتى إدراكها .. تحمل حزنا غلفه فرح غلفه حزن غلفه فرح ليغلفه حزن .. وضميرا قتله اللا ضمير و لاضميرا قتله ضمير.. تتلاحق فيه الأنفاس وتتناسب عكسا مع ضربات قلب كاد يخرج من مكانه ببطء..ليحملني الى نفق عبره كثيرون قبلي .. برغبة أو بدون رغبة ..بذنب أو بدون ذنب .. سواد قاتم لا ينتهي ..لا بياض هنا .. ولا شي سوى السواد ووقفت انتظر ذاك اللقاء.. لأعترف ..».

وتابع: «نعم أردتهم أن ينتصروا.. بكل سوريتي أردتهم أن يربحوا.. أردت سماع ذاك الهدير" سوريا ..سوريا" يعبر القارات بحنجرتي.. أردت لذلك الطفل العابر في تلك الشوارع أن ينتصر.. أردت للعائلة المتسمرة حول الشاشة أن تنتصر ...أردت لمن عاش سنوات من الفقر والخوف والذل أن ينتصر.. لذاك الموظف.. لذاك الفلاح ...لذاك العامل ..يحق للشعوب ان تنتصر لشيء .. يحق للشعوب أن تفرح.. يحق للشعوب أن تعيش على أمل ما.. يحق لنا أن نحقق حلماً ما... فكثيرون خسروا أحلاما..يحق لنا.. نعم يحق "لنا ..فدمي سوري ..دمي سوري..دمي سوري..".

وأضاف: «ولذا اعترف أني خفت هذا الفوز.. نعم خفت أن يربحوا..فتفرح دمشق على أحزان وركام دير الزُّور وأدلب وكل المدن السورية المنكوبة..مدينة مدينة.. خفت أن يربحوا فيفرح أولائك الذين نسيوا زكي كورديللو وعدنان الزراعي وكل المغيبين قسرا من فنانين و رياضيين وغيرهم ممن شاركتهم دمي وجيناتي و تاريخي.. خفت "الشكر والشكور" لراعٍ لم يعرف من الرعاية سوى العصا ..خفت الامتنان المتأصل في الجينات..القادم من فراغ العبث والمنتقل بعدوى الخوف.. فيحملنا إلى ذاك السرداب الظالم الذي طالما اعتقلنا وفرقنا و استغل أي انتصار ليحوله لنصر الهي لحق فصل بمقاساتنا.. ويعيدنا للصفر..».

واختتم كلامه بقوله: «لم أتمنى الفرح لسوريين تمنوا الموت لسوريين آخرين وزرعوا مدنهم بطاطا ..لم أودّ أن تؤرق هتافاتهم المترافقة بالألقاب والكنى..تلك المقابر الجماعية و أرواح مئات الآلاف من أهلي في كل بقع وطن بات أهله يشجعون منتخبه من الغربة.. فدمي سوري لأجل سوريتي أردت لهم الفوز .. لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة.. فاعذروا خيانتي أيها "السوريتين».