جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

«لا تكذبي».. قصة خيانة عاشها كامل الشناوي فكتبها بدموعه

الثلاثاء 17 ابريل 2012 | 03:28 مساءً
القاهرة - آية عبد العزيز
8656
«لا تكذبي».. قصة خيانة عاشها كامل الشناوي فكتبها بدموعه

رغم أنه تربى تربية دينية، إذ كان والده يعمل قاض شرعي لمحكمة مركز أجا بمحافظة الدقهلية، كما أنه درس في الأزهر، إلا أن الشاعر المصري الراحل كامل الشناوي كان رومانسياً وعاطفياً وصاحب إحساس مرهف، وهو ما انعكس واضحاً على أشعاره الرقيقة.

الشناوي الذي وُلد في 7 ديسمبر 1908 بمركز كان شغوف بالعلم، محب للآداب، عمل على الاقتران بمجتمع المثقفين، وعمل بالصحافة مع الأديب الراحل طه حسين، ودرس الآداب العربية والأجنبية في عصورها المختلفة.

الشاعر الذي تغنى بقصائده أكبر نجوم زمن الفن الجميل أمثال؛ عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش، أم كلثوم، نجاة الصغيرة، وغيرهم، عاش قصة حب شهيرة، وظل مخلصاً لبطلتها حتى وفاته رغم عدم مبادلتها له نفس الشعور.

بطلة قصة حبه يُقال إنها المطربة المصرية «نجاة الصغيرة»، التي ساهم بشكل كبير في تلميعها، وقدم لها أجمل القصائد التي أظهرت جمال ونعومة صوتها هو وشقيقه مأمون الشناوي، ولكنها فضلت عليه الأديب المصري الراحل يوسف إدريس، وهي قصة الحب التي نفتها الصغيرة أكثر من مرة.

وعن قصة حب الشناوي الأليمة قال صديقه الصحفي المصري الراحل مصطفى أمين في كتابه الشهير «شخصيات لا تنسى»: «عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه..وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء المجد والشهرة والشعر ولم تعطه شيئاً أحبها فخدعته..أخلص لها فخانته..جعلها ملكه فجعلته أضحوكة».

مصطفى أمين كشف في كتابه أيضاً عن أن القصيدة الشهيرة «لا تكذبي» التي غناها كلاً من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، ونجحت نجاحاً كبيراً بصوت نجاة الصغيرة، كتبها الشاعر الراحل من واقع قصة حبه، وكان يحدث فيها حبيبته.

الصديق المقرب من الشناوي وصف مشاعره أثناء كتابة هذه القصيدة قائلاً:«كتب قصيدة  «لا تكذبي» في غرفة مكتبي بشقتي في الزمالك..وهى قصيدة ليس فيها مبالغه أو خيال..وكان كامل ينظمها وهو يبكي..كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها..وكان يتأوه كرجل ينزف منه الروم العزيز وهو ينظم..وبعد أن انتهى من نظمها قال: إنه يريد أن يقرأ القصيدة على المطربة بالتليفون».

كامل بالفعل اتصل بالمطربة التي عشقها، ووصف مصطفى هذه المكالمة قائلاً: «بدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت..تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات..مما كان يقطع القلوب..وكانت المطربة صامته لا تقول شيئاً، ولا تعلق..ولا تقاطع..ولا تعترض.. وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسه قوى..تنفع أغنيه..لازم أغنيها».

الشاعر الرقيق ذو الجسم الضخم لم ييأس من حبه، بل أنه ظل يحاول التقرب منها، وهذا ما أوضحه مصطفى بقوله: «كان كامل يحاول بأي طريقه أن يعود إليها..يمدحها ويشتمها.. يركع أمامها ويدوسها بقدميه..يعبدها ويلعنها..وكانت تجد متعه أن تعبث به، يوماً تبتسم ويوماً تعبس، ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه..تطلبه في التليفون في الصباح، ثم تنكر نفسها منه في المساء».

صد المطربة لحب الشناوي كان يمثل أمراً صعباً عليه، ولم يرغب في تصديقه، حتى أن مصطفى أمين كتب أن كامل كان يقول: «لا أفهمها، فهي امرأة غامضة لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني..؟، هل تريد أن تحييني أم تقتلني..؟».

لعنة الحب الفاشل أصابت الشاعر، حتى أنه كان يشعر أن هجرة محبوبته قتلته، ولم يبق سوى موعد تشييع الجنازة، وكان يجلس يومياً يكتب عن عذابه، وأصبح يتردد على المقابر، وحينما سأله مصطفى أمين عن ذلك، أجابه بابتسامه حزينة وقال: «أريد أن أتعود على الجو الذي سأبقى فيه إلى الأبد».

جراح الحب الأليم ظلت تنزف في قلب كامل الشناوي الذي ظل مخلصاً لجرحه رغم العذاب الذي كان يشعر به، حتى قيل إنه مات مكتئباً، وذلك في 30 نوفمبر 1965.

من أبرز قصائد شهيد الحب الذي كان يرى أن الحياة بلا حب نعيم لا يطاق؛ «حبيبها» ، «لست قلبي»، «يوم بلا غد»، «حياتي عذاب»، «الليل والحب والموت»، وكان آخر أعماله الفنية أوبريت «أبو نواس».