جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

فنانو مصر يؤيدون ظهور الصحابة ويرفعون شعار «لا لظهور الأنبياء»

السبت 21 يوليو 2012 | 02:34 مساءً
القاهرة – دينا المصري
460
فنانو مصر يؤيدون ظهور الصحابة ويرفعون شعار «لا لظهور الأنبياء»

أثار عرض مسلسل «عمر بن الخطاب» على الفضائية السعودية mbc جدلاً كبيراً في الوطن العربي، فبعد الانتقادات الواسعة التي انهالت على الدراما الإيرانية لإقبالها على تجسيد الأنبياء مثل مسلسل «يوسف الصديق»، وتجهيزها لفيلم «محمد رسول الله» الذي يجسد لحياة النبي محمد، أمتد الأمر للدول العربية وبدأتها بمسلسل «عمر بن الخطاب»، الذي أنتجته mbc.

وعودة لفكرة تجسيد الصحابة والأنبياء؛ فقد كانت أول محاولة لتجسيد شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في السينما في عشرينات القرن الماضي، وذلك للفنان المصري الراحل «يوسف وهبي»، وهنا تدخل الأزهر الشريف، وأصدر فتواه التي أصبحت إحدى القوانين المعروفة بمنع تجسيد الأنبياء والصحابة.

المحاولات توالت بعدها، وكان أبرزها المخرج مصطفى العقاد الذي تناول شخصية الصحابي حمزة بن عبد المطلب في فيلمه «الرسالة»، ومع انتشار الفضائيات العربية بدأ السوريون والإيرانيون  في تصدير أعمالهم الدرامية التي دخلت كل بيت مصري وعربي.

وفى خطوة جريئة قدم الممثل المصري نور الشريف شخصية «عمرو بن العاص»، وكذلك الفنان السوري «باسم ياخور» الذي قدم شخصية «خالد بن الوليد»، وبدأت فكرة تجسيد الشخصيات الإسلامية والتاريخية تراود أفكار الفنانين، في الوقت الذي أجمع فيه أغلبهم على عدم جواز تجسيد شخصية النبي محمد صلي الله عليه وسلم أو أي من الأنبياء.

الفنانة المصرية عفاف شعيب أشارت إلى أن الفن الإيراني له معايير وثقافة تختلف عن الثقافة المصرية، لافته إلى أنهم لا يمتنعون عن تجسيد أي نبي أو رسول، وقالت: «أنا ضد هذا، وفى نفس الوقت أنا مع تجسيد الصحابة لأنهم قدوة، ولن نجد خيراً منهم حتى نتعلم من سيرتهم ونسير على دربهم».

وأضافت: «كنت أتمنى تقديم شخصية السيدة زينب وصراعها هي وآل البيت ضد «يزيد بن معاوية» ودورها التثقيفي ومكانتها في الإسلام، وحتى يعلم الجميع أن الإسلام أعطى للمرأة دوراً كبيراً وأهمية، وليس كما يعتقد أصحاب بعض الدعوات الرجعية بأن الإسلام جعل من المرأة أداه فقط».

أما بخصوص تجسيد النبي صلى الله عليه وسلم فقالت شعيب: «هذا شأن شيعي ولا أعتقد أن أحداً سوف يتقبله، ولكن للأسف الشديد فأن مسألة المنع لا فائدة منها، وذلك بسبب انفتاح القنوات والقضاء وكذلك وجود الشبكة العنكبوتية العملاقة الانترنت، كل ذلك يجعل مسألة الرقابة على النفس دوراً أهم من الرقابة على المصنفات أو أخذ موقف معادي ضد الفن الإيراني مثلاً».

الممثلة المصرية إيمان أيوب تتفق مع هذا الرأي، وتضيف: «عندما أقدمت على فكرة تجسيد شخصية السيدة العذراء كانت لدي أسبابي وأهمها أنها ليست كالأنبياء بل هي قديسة وأشرف نساء الأرض، وتجسيدها أمر يدعو للتواصل الفكري بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين اللذين تشتتا بعد الأحداث الطائفية الكثيرة التي حدثت في مصر».

وتابعت:«فما أعظم أن يتم تجسيد السيدة العذراء لتكون قدوة لمن يريد أن يتعظ بدلاً من وجود قدوات أخريات من صاحبات الملابس العارية، أما بخصوص تجسيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الأمر أعتقد أنه سبب أزمة ليست على المستوى الفني فقط، ولكن قد تصل للمستوى السياسي لأن دول الإسلام السني لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المد الشيعي القوي، ولكن المدهش أنه رغم رفض المصريين لهذه النوعية من الأعمال إلا أنها تحوذ على أعلى نسبة مشاهدة كما حدث مع تجسيد شخصية «يوسف الصديق عليه السلام».

لم يختلف رأي الفنانة كريمة مختار عن آراء الفنانتين السابقتين، حيث شددت على رفضها تجسيد شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وبررت ذلك قائلة: «التمثيل هو تجسيد وتشخيص وكلمة تمثيل من المصدر «مثل» فهل هناك مثل لرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك فتمثيل الرسول حرام».

أما عن فكرة تجسيد الصحابة فقالت: «عندما شاركت في مسلسل محمد رسول الله، وقدمت شخصية أم موسى رأيت أنه من المباح أن أشارك في عمل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس بشخصية المتجسد في ممثل، وأعتقد أن الإيرانيين يحاولون نشر فكرهم الشيعي  عن طريق السلاح السهل، ولكن الممتنع في نفس الوقت، بحيث يستطيع التأثير على عقول شبابنا من خلال شيء سهل وجميل وهو الفن».

وأضافت:«أتمنى أن يجد قيادات الإعلام والفن والمتخصصين في الأقمار الصناعية وسيلة ما لحجب هذا العمل حتى لا يشاهده أطفالنا وشبابنا، وتتطبع صورة الممثل القائم بهذا الدور في ذاكراتهم ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم محدود في هذا الشخص».

وعن رأي الرقابة على هذه الأعمال فأوضح د.سيد خطاب رئيس الرقابة المصرية على المصنفات الفنية أن الرقابة على المصنفات المصرية تمنع تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، وذلك حسب نص فتوى الأزهر الصادرة في عشرينات القرن الماضي، وقال: «الإيرانيين لهم فكراً آخر وعقيدة تختلف عنا وليس للأزهر أو فتواه قيمة لديهم، وليست هناك وسيلة تقنية معينة لمنع عرضه لأن الفضائيات والانترنت جعلت العالم كالقرية الصغيرة، والحل الوحيد هو أن يتمتع شعبنا بثقافة المنع الذاتية التي تمنعه عن طريق الضمير والوازع الديني من مشاهدة هذه الأعمال».

أما الدكتورة آمنة نصير- أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر فقالت: «الأنبياء ذوي عصمة، وليس لهم مثيل على الأرض فكيف تقوم بتجسيدهم، مهما حاول الفنانون والمبدعون تقريب وجهات النظر فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق على الهوى، وكان قرءاناً يمشي على الأرض، فلا يصح أن يجسده بشر عادي، وهناك العديد من القدوات المحترمة في العصر الإسلامي كان من الأولى للإيرانيين تجسيدها بدلاً من الدخول في لغط الحديث».