جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

اللحظات الأخيرة لشيخ المجاهدين عمر المختار كما يرويها سجّانه

الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 | 09:19 مساءً
القاهرة - آية صلاح الدين
1604
اللحظات الأخيرة لشيخ المجاهدين عمر المختار كما يرويها سجّانه

مع الذكرى الواحد والثمانين لاستشهاد شيخ المجاهدين عمر المختار، نتذكر جميعاً فيلمه الذي جسد شخصيته فيه الرائع انطوني كوين، ويبقى مشهد إعدام المختار من الأكثر ارتباطاً في ذاكرتنا، ولكن هناك أحداث لم يروها الفيلم، كشفها لاحقاً سجّان المختار ذاته ويُدعي ليفي، بقوله :

سألني المختار «هل تعرفني ؟» فأجبت:« كلا لم أعرفك أبداً »، فبادرني بهدوء « إني قد رأيتك عدة مرات فأنت أشهر وأسرع قناص، أنا أعرف ذلك فالحرب هي التي جعلت منا أعداء، وأنا الآن أعتبر نفسي سجينك».

استكملت « سوف أعقد معك معاهدة سلام إلى غد، فأنت ضيفي في اليوم الأول، حيث يعتبر الضيف عندكم في ذلك اليوم ابن الله» فالتفت إليّ مجيباً: «السلام عليك» فرددت عليه:«وعليك السلام إلى غد».

لم تمر إلا ثوان حتى التهم المختار دجاجة قدمتها إليه، ولم يترك منها إلا العظام، وعندما شعر بنظراتي قال: «إن اللحم يعتبر غذاء رئيسياً لي؛ لأنه يمنحني القوة».

بعد أن فرغ المختار من التهام الطعام، سألته: «كيف استطعت أنت ورفاقك البقاء على قيد الحياة طويلا دون حماية وتموينات ؟ أجاب :«نحن البدو مثل عصافير السماء التي تجد ما تأكله في المكان الذي يخيل إليك أنه يخلو من الطعام».

وبعد قليل نهض من مكانه غاضباً وقال: « الكلب الكلب .. حتى عمر غدر به .. حتى عمر كان له يهوذا»، ثم روى كيف وشى به أحد العرب قائلاً: «لو أن ذلك الكلب الخائن لم يتفوه بكلمة واحدة عني، فلربما تم نقلي مع بقية الأسرى كشخص عادي، ولربما استطعت الهرب».

وفي الساعة السادسة صباحاً، تم تسليمه بينما كان يلقي علىّ تحية الوداع، فهمستُ إلى نفسي في هدوء: «لربما أراه وربما لن أراه ، أحقا أن الموتى لا يرجعون ؟؟ يموت عمر..لا مفر من ذلك».

«إنا لله وإنا إليه راجعون» كان هذا آخر ما ردده عمر المختار عندما وقف على منصة المشنقة، ولكنه قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه، قال بازدراء للجنود الطليان المحيطين به:« هكذا أنتم أيها التعساء.. ليس لديكم على الأقل رصاصتين تقتلوني بهما».

 

عمر المختار
عمر المختار
عمر المختار