جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

سيدة غيرت مسار حياة يوسف السباعي

الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 | 03:56 مساءً
القاهرة - Gololy
1981
سيدة غيرت مسار حياة يوسف السباعي

حينما يهديها في إحدى رواياته الرومانسية تلك الجملة «إلى أحب من أوفى وأوفى من أحب»، فإننا هنا بصدد قصة حب رومانسية بين طرفين من خارج الحدود المنطقية، وأحد أطرافها لابد إذن أن يُلقب ب«فارس الرومانسية»، إنهما الأديب المصري يوسف السباعي وزوجته دولت السباعي.

ابنة عم يوسف وزوجته الحبيبة، هي «عايدة» في النصف الأول من رائعته «إني راحلة»، وعندما بدأت تشعر به كفتاة، كانت مازالت صبية صغيرة، في أسرة بها الكثير من البنات والصبيان، ولكنه كان مميزاً عن الآخرين، كان هادئاً بطبعه وحساساً ورقيقاً، ولا تذكر أنه نهر أحداً أو آذى أحداً، بل كان دائماً يعطي أكثر مما يأخذ، فارتاحت له ممن سواه، وراحت تتأمله وهو يلعب، وهو يتكلم، وأحست بمدى قربه منها.

يوسف، أخد قوة دفع روحانية من تشجيع دولت له، بعدما قرأت أول قصة كتبها وهي باسم «تبت يدا أبي لهب وتب» وكان لا يزال تلميذاً بالمدرسة الثانوية، وقابلته في ذلك الحين وقلت له: «قصتك عجبتني جداً .. ياريت تتجه للأدب وتروح كلية الآداب لأن أسلوبك حلو وممكن تنجح كأديب»، ولم يخيب ظنونها إلا واحداً، حينما اتجه إلى الكلية الحربية، حيث كان مصمماً على الالتحاق بالسلك الحربي.

الفارس النبيل دوماً العون لحبيبته وابنة عمه، قبل خطبتهما رسمياً، فقد كانت لا تجيد الرسم، وكان يساعدها في رسم الموضوعات المدرسية التي تُطلب منها، ودائماً ما حصدت أعلى الدرجات على لوحاته التي يرسمها، حتى حدثت الكارثة في امتحان آخر العام، فلم ترسم خطاً واحداً، ورسبت في المادة التي كانت متفوقة فيها طوال العام.

وشبّ الفارس والتحق بسلاح الفرسان بالجيش المصري، وتمت خطبتهما لمدة عامان، وطوال تلك الفترة التي لم تكن بالغريبة عليها، كان يأتي إلي حبيبته ممتطياً جواده، ومرتدياً ملابسه العسكرية المملوءة بالنياشين، كان يأتيها تماماً كفرسان الأحلام على حصان أبيض، ولكنها لم تكن مثل باقي الفتيات، فلم تنشغل أبداً بتلك المظاهر الرقيقة، قدر انشغالها وإيمانها به كحبيب وأديب.

وتزوجا العاشقان، وهنا تكشف لدى دولت جانباً خفياً من حبها ليوسف، حيث كانت تخاف عليه بشدة، وتهرع إليه إذا وجدته واقفاً في شرفة المنزل وتمسك بملابسه خوفاً من سقوطه، لذلك أسماها ، ضاحكاً، «مخضوضة هانم»، كما كانت ترفض تماماً سفره بالطائرة، وفي إحدى المرات سافر بدون أن يخبرها وعلمت بالخبر من الجرائد بعد عودته، فانفجرت بالبكاء متسائلة: «ماذا لو سقطت الطائرة؟!».