جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

لماذا رهن محمد عبدالوهاب ساعته ومعطفه؟

الاحد 23 ديسمبر 2012 | 02:04 صباحاً
القاهرة - Gololy
479
لماذا رهن محمد عبدالوهاب ساعته ومعطفه؟

اشتهر موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بحرصه الشديد على المال، وعدم تفضيله الاقتراض أو الإقراض، ولكن موقف طريف دفعه وبشدة إلى تغيير أهم مبدأ لديه، إذ كان في رحلة إلى باريس أثناء شهر رمضان، وأوشكت نقوده على الانتهاء إلا من عشرين فرنكاً أي ما يعادل وقتها عشرة قروش، ولكنه كان يملك شيكاً بآلاف الفرنكات مستحق الدفع صباح اليوم التالي.

وقبل أن ينام أمر مسئولي الفندق أن يوقظه أحداًَ في الصباح الباكر حتى يتمكن من صرف الشيك، ولكنهم نسوا وتأخروا في إيقاظه، فهرول إلى البنك الذي وجد أبوابه مغلقةً، فكيف يتصرف إذن وهو لا يملك ثمن الإفطار في أرخص مطعم بباريس؟؟ فراح يطوف بالمقاهي الشهيرة علّه يجد صديقاً «يقترض» منه مبلغاً من المال، لكنه لم يعثر على أحد، وتذكر فجأة أحد المطاعم المصرية التي يملكها أحد أصدقائه القدامى، فذهب إليه على الفور لكنه لم يجده، وجلس ينتظره حتى حان موعد الإفطار، وهو متيقن من حضوره، فطلب طعاماً كثيراً ملأ معدته التي تضورت من الجوع، والوقت مّر ولم يحضر صاحب المطعم.

موسيقار الأجيال وُضع في مأزق شلّ تفكيره، ولم يعرف ماذا يفعل سوى أن يتلكأ في تناول طعامه فربما يحضر في أي وقت، والعيون من حوله تتفحصه وهو على مائدته لأكثر من ساعة، ولما تأكد من عدم حضوره، نادى على كبير الخدم في المطعم، وكان مصرياً، وروى له قصته وهو يعتريه الخجل، وخلع ساعته من معصمه وكذلك معطفه، ورجوه أن يبقيهما رهناً حتى صباح اليوم التالي، وهو ما رفضه الرجل وتكفل بدفع الحساب كاملاً، بل وكان كريماً إلى درجة لم يتخيلها عبدالوهاب، إذ أخذ منه الشيك ودفع له قيمته من جيبه الخاص، فكانت نجدة للموسيقار المعروف، دفعته إلى إكرام بقية الخدم ب«بقشيش» جيد.