جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

وزن أمينة رزق كاد أن يحرمها من الفن للأبد

الاحد 30 ديسمبر 2012 | 12:16 صباحاً
القاهرة - Gololy
998
وزن أمينة رزق كاد أن يحرمها من الفن للأبد

لا يمكن أن نحصرها في أدوار الأم فقط، فذلك ليس إنصافاً لقدراتها التمثيلية غير المحدودة، أمينة محمد رزق التي استطاعت أن تروض المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون لإبراز مواهبها الفنية المتفردة، يصعب معها التحدث عن أعمالها التي تقرب 163 عملاً كوحدة واحدة دون تفصيل، والاندماج بينهم يصبح أكثر صعوبة، فقد قدمت الأم والعاشقة والمغلوبة على أمرها والطبيبة والحماة المتزمتة والارستقراطية وغيرها من الأدوار التي قدمتها طوال مسيرتها الفنية التي امتدت لأكثر من سبعين عاماً، وعاصرناها شابة وامرأة ناضجة وعجوزاً غلبت عليها نظراتها الحنون.

وفي مدينة طنطا من العام 1910، ولدت أمينة يوم 15 إبريل، ومنذ السادسة من عمرها وهي مولعة بالفن والغناء، وكثيراً ما كانت تشهد احتفالات مولد السيد البدوي، وبعد وفاة أبيها وهي في الثامنة انتقلت مع والدتها إلى القاهرة، لتقيم بمنزل العائلة مع خالتها التي تقاربها في السن والميول الفنية، وعلى مسرح روض الفرج ولأول مرة اشتركت مع خالتها تلك في كورس فرقة علي الكسار، ثم بدأت تذهب إلى مسرح رمسيس يومياً، حتى اعتقد العاملون أنها ابنة أحد العمال أو الفنانين.

وذات يوم التقت مباشرةً يوسف بك وهبي، الرائد المسرحي، تطلب منه دوراً صغيراً بأحد عروضه، وعندما سألها عن اسمها تلعثمت أمامه، ولم تنطق بكلمة، لكنها مشت وهي تحلم بأنها أصبحت بطلة أمامه تجسد شخصية الحبيبة، وتمنت أن تصبح سيدة كبيرة ليلائمها هذا الدور ويتحقق حلمها، حتى واتتها فرصة أخرى واستطاعت أن تكون أكثر شجاعة، وانتهى حديثهما بأن عرض عليها العمل بالمسرح، وفي الدور حصلت هي وخالتها على علقة ساخنة لم تنساها، ولكنها لم تهتم واتفقت بالفعل معه على العمل، بعد أن رجته أن يضع شرطاً جزائياً في العقد؛ ينص على أن تدفع مائة جنيه إذا تراجعت ولم تنفذ العقد، حتى تُجبر أسرتها على الموافقة، فقامت بتمثيل أول دور لها في مسرحية راسبوتين.

راهبة المسرح وبعد نجاحها المسرحي أمام يوسف وهبي، رشحها مجدداً لبطولة سينمائية في أول فيلم مصري ناطق «أولاد الذوات» عام 1932، وكان وزنها زائداً بشكل ملحوظ، وهو ما يتعارض مع طبيعة دورها، فبعث لها المخرج محمد كريم برسالة من باريس، تضمنت تعليمات بضرورة إنقاص وزنها إلى رقم معين، وتصادف وقتها حلول شهر رمضان، فقررت الصوم بأسلوب مفرط في القساوة، ولم تتناول في الإفطار سوى القليل مما لا يؤثر على الوزن، وحينما سافرت إلى باريس لبدء التصوير استقبلها وهبي وهو مندهش من نحافتها الشديدة قائلاً: «إيه ده يا أمينة.. إنتي رفعتي خالص»، ثم رآها كريم واستشاط غضباً قائلاً: «مش ممكن لازم تزودي وزنك شوية» فأقبلت على الطعام بشراهة، حتى ازداد وزنها وأعلن المخرج صلاحيتها للدور.

لم يكن كريم فقط من أقر بصلاحيتها الفنية، غيره مئات من المخرجين أقروا كذلك وقدمت معهم أشهر أعمالها مثل: «البؤساء» عام 1943، «بائعة الخبز» عام 1953، «أين عمري» عام 1957، «دعاء الكروان» عام 1959، «الشموع السوداء» و«شفيقة القبطية» عام 1962، مسلسل «الأيام» عام 1979، مسلسل «ليلة القبض على فاطمة» عام 1982، مسلسل «عصفور النار» عام 1987، وفي المسرح نذكر على سبيل التعريف «بداية ونهاية»، «راسبوتين»، «إنها حقاً عائلة محترمة» عام 1979.