جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

جبران خليل جبران.. الفيلسوف الذي صُلب وهو طفل واختطف السل عائلته

الاربعاء 27 فبراير 2013 | 04:10 مساءً
القاهرة - Gololy
1231
جبران خليل جبران.. الفيلسوف الذي صُلب وهو طفل واختطف السل عائلته

في بشرى بلبنان أبصر الرسام والأديب والفيلسوف جبران خليل جبران النور لأول مرة في 6 يناير 1893، على مجتمع مليء بالتناقضات الدينية والسياسية، وعلى مرارة الهجرة إلى الأمريكتين وأستراليا نظرًا للمعارك السياسية الدائرة بلبنان آنذاك، ومن هنا تفتحت عيون الصبي على قيم الحق والجمال والخير وتعلم التمرد على الظلم والقيود البالية فأصبح عبقريّ هذا الزمان والثائر عليه والمتمرد من أجله.

ومن أب هو الزوج الثالث لوالدته السيدة كاملة رحمة، نشأ جبران ليكون الابن الرابع ويسبقه ثلاثة آخرين ولد يُدعى بطرس وبنتين هما مريانا وسلطانه، وقبل أن يكمل عامه الثاني أجاد الإنجليزية قراءة وكتابة وقرأ لأول مرة رواية طويلة لم يقدر عليها من يفوقونه عمرًا وتعليمًا، فخشيت عليه والدته من الحسد وباتت تعوذه من أعين الحاسدين، ولعل شعورها بالخوف تأكد بعد حادث أصيب به ظل يذكره حتى وفاته.

ويبدو أن توقعات الأم كانت في محلها، حيث سقط جبران وهو في التاسعة من عمره من على صخرة عالية بالقرب من منزله فتكسرت عظام كتفه الأيمن وبقي مصلوبًا على خشبة لبضعة أشهر لتلتحم العظام، فاكتشف الفيلسوف المسيحي في ذاته معنى جديدًا «للصلب»، وليس صوريًا كما عرفه طوال طقوس الصوم وأسبوع الآلام.

أما والده فزجت به المعارك السياسية إلى السجن بينما كان جبران صغيرًا، وحينما أفرج عنه كان الجوع يهدد مصير الأسرة بأكملها، مما دفعهم إلى عبور حدود لبنان في طريقهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مدينة بوسطن وبأفقر أحيائه «حي الصينيين» تكشفت موهبة جبران الفنية فأجاد الرسم والأدب وحلق في عالم سحري نسجه من خياله الفني الروحاني ولكن الأيام لم تتركه وشأنه.

بعد وفاة الوالد بفترة قصيرة أخذ مرض السل ينهش في رئتي أخته سلطانه فتوفيت وهي شابة صغيرة، ثم انتقل المرض إلى والدته وأخيه بطرس، وهكذا لم يبق من أسرته إلا أخته مريانا التي تسلمت الراية من والدتها وجعلت من «إبرة الخياطة» الملازم الوحيد لها لتقتات منها ما يسد رمقها وأخيها جبران.

لوحات جبران جسدت الموت والألم أكثر من أي شيء آخر، فصدمات حياته لم تكن بالهينة عليه وهو في مثل هذا السن، وقد كتب في ذلك قائلًا: «الموت كان نصيبي الأكبر من الحياة حتى اليوم».