أحمد سالم.. المذيع الذي تحدى الملك

في حفل عريض للاحتفال بنجاح شركات «بنك مصر»، التقى طلعت باشا حرب المذيع المصري «المتمرد» أحمد سالم، وأعجب كثيرًا بطموحه وذكائه الاجتماعي، فعرض عليه العمل معه والتفرغ لإنشاء شركة «مصر للتمثيل والسينما» وبناء استوديو كبير يكون مصريًا خالصًا.

وبالفعل لقيَ هذا الاقتراح موافقة كبيرة من جانب سالم، فاستقال من الإذاعة وتفرغ لبناء «استوديو مصر» على أحدث استوديوهات ذلك الزمان، وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين، وقدم باكورة إنتاجه فيلم «وداد» لأم كلثوم عام 1936.

واستمر الاستديو في تقديم عدة أعمال ناجحة طوال عامين، ووثق خلالهم طلعت حرب العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية، وأُسند إلى سالم بجوار عمله في استوديو مصر الإدارة العامة للقسم الهندسي لشركات بنك مصر وإدارة مطبعة مصر.

وكانت الصدمة التي هزت عرش أحمد سالم، ففي عام 1938 أنتج استوديو مصر فيلم «لاشين» بطولة حسين رياض، والذي أثار ضجة كبرى لهجومه على القصر الملكي؛ حيث يروي قصة حركة شعبية ثورية ضد الحاكم المستبد وينتهي الفيلم بالقضاء على الحاكم الغارق في شهواته.

وبالطبع طُلب من سالم تعديل السيناريو والحوار بأن تكون النهاية لصالح الحاكم، لأنه لم يكن يعلم ما يدور ضد الرعية، ولكن الفنان الثائر لم يوافق وتمسك بقراره وقرر تقديم استقالته من جميع مناصبه، وأنشأ بعد ذلك شركة أفلام باسم «نفرتيتي» لينتج أول فيلم له وهو «أجنحة الصحراء» مع حسين صدقي عام1939.