كيف تحايلت فيروز على رغبة أبيها الذي رفض اتجاه ابنته للغناء؟

أسموها «جارة القمر» ربما لأنك تقترب بالفعل من القمر، فحينما تستمع إلى شدو الفنانة اللبنانية فيروز، والتي ملأت سماء الموسيقى بأعذب الأغنيات فاستحقت عن جدارة التربع على عرش الموسيقى العربية منذ عام 1952 وحتى الآن.

ولدت نهاد وديع حداد أو فيروز في 21 نوفمبر عام 1935، في بيت متواضع مكون من غرفة واحدة في زقاق البلاط أحد أحياء بيروت الفقيرة وفي المدرسة وهي لم تتجاوز 14 عامًا من عمرها أعجب محمد فليفل، أحد مؤسسي المعهد الموسيقي الوطني، بأدائها للأناشيد الوطنية، وعرض عليها الانضمام لكورال أحد البرامج الإذاعية الجديدة.

موافقة والد فيروز كان مشروطة بالدراسة بالمعهد، ولكنه محافظ ولم يكن ليقبل أن تتجه ابنته للموسيقى، فقررت والدتها وأخيها كتمان ذلك الخبر حتى تتخرج من المعهد، وبالفعل استمرت فيروز في الدراسة لما يقرب من 4 أعوام وفي حفل التخرج دعت والدها الذي فرح كثيرًا بنجاحها.

وبعد التخرج تلقت جارة القمر عرضًا للعمل بالإذاعة بمقابل 100 ليرة شهريًا، وهناك حصلت على فرصة من مدير البرامج بالإذاعة الفنان حليم الرومي، للغناء بشكل انفرادي، ثم خيّرها بين اسمين «فيروز» أو «شهر زاد»، فانطلقت فيروز وهي مرتبكة بأولى أغنياتها «تركت قلبي وطاوعت حبك».

انطلاقة النجمة اللبنانية الحقيقية كما هو معروف للجميع بدأت عام 1952 بتعاونها الفني مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، اللذان قبلا بترحاب شديد التلحين للفنانة الناشئة، واستمروا في تعاونهم الفني لما يقرب من 3 سنوات، حتى توّجت تلك العلاقة الفنية بزواج فيروز وعاصي عام 1955، ليُرزقا بزياد وريما ولتستمر رحلة تألقهم الفني لسنوات طويلة.