عبدالله غيث.. ترك منصب «العمدة» ليدخل الفن بالواسطة

كره التعليم منذ الطفولة ولم يكن يفضل الذهاب إلى المدرسة، لذلك كان من الطبيعي أن تختار العائلة الفنان عبدالله غيث ليرعى مصالحهم وأن يصبح «عُمدة» قريته بدلًا من عمه الذي توفي.

عبدالله كان يحلم طوال عمره بأن يصبح إما فلاحًا يمضي يومه في الغيط أو ممثلًا على خشبة المسرح، لذلك لم يعترض على قرار عائلته بل رحّب بأن يكون العمدة، وبقي كذلك حتى عاد شقيقه الأكبر الفنان حمدي غيث من بعثته الدراسية في باريس وجده على شفا الهاوية؛ فهو يعلم مدى عشق عبدالله للتمثيل لذلك شجّعه على ترك العمودية والاتجاه للفن.

وقدّم عبدالله أوراقه لمعهد التمثيل، وبقدر ما كان تلميذًا فاشلًا في المدارس كان من أوائل دفعته في المعهد، وطالما اتخذ شقيقه حمدي المثل الأعلى «رغم أن فارق السن بيني وبين حمدي ليس كبيرًا إلا أنه كان بمثابة الأب لي لأن والدي توفي وأنا صغير جدًا، وهو الذي حببني في الأدب لأنه سبقني للقراءة وهو بالمناسبة أديب ومثقف قلّ أن يوجد مثله في الوطن العربي كله، وهو الذي حببني أيضًا في فن المسرح والفن عمومًا».

وكان حمدي أستاذه أيضًا على المستوى الأكاديمي، وهو أول من قدم عبدالله للجمهور بمسرحية «تحت الرماد» بعد أن كان المخرجون يحجمون عن إسناد أيّة أدوار له اعتقادًا منهم بأنه التحق بالمجال الفني بواسطة شقيقه فقط ودون موهبة حقيقية، وبعد هذا الدور كتبت الأفلام الناقدة عن عبدالله غيث ووصفته بالاكتشاف الجديد للمسرح القومي، لتتوالى الأعمال عليه بعد ذلك.