«بلادة» وردة في الحساب كادت أن تقتلها وأخاها

قضت أيامًا سعيدة من طفولتها في فرنسا، حيث كان والد الفنانة وردة الجزائرية يمتلك مطعمًا للمأكولات الشرقية مصحوبًا بملهى ليلي، ولكن الأيام السعيدة لا تكتمل بدون لمحة من طرافة تضفيها شقاوة الأطفال.

وردة وشقيقها مسعود لم يكرها شيئًا بقدر كُرههما للحساب والجبر، وبسبب تلك الكراهية اتفقا على التزويغ من المدرسة دون أن يعلم والدهما شيئًا عن هذا، وفي أول يوم لتنفيذ الاتفاق وقفا في الطريق لا يدريان أين المفر؟ وهما لا يملكان ثمن كوب من الماء.

وأخيرًا اقترحت وردة الذهاب إلى مطعم الأب حيث الثلاجة الكبيرة التي بحجم غرفتين والممتلئة بالطعام والشراب، وبذلك يمكنهما اللهو بداخلها وإذا جاعا فالطعام متوافر وبكثرة، وبالفعل تسللا إلى الداخل دون أن يرهما أحد، وبعد قليل أغلق العاملون الثلاجة بإحكام، وتصادف وقتها أن نظام التبريد لم يكن قويًا وإلا لتجمدت عروقهما على الفور.

ولكن مرت ثلاث ساعات ولم تُفتح الثلاجة وقضت وردة مع شقيقها لحظات عصيبة من البرودة والضيق والقلق، فقررا أن يطرقا على الباب بهدوء لعلّ أحد ينقذهما من تلك الظروف، وأخيرًا فُتح الباب وكانت الصاعقة.

وبقدر ما عانت الفنانة الجزائرية وشقيقها من البرودة في الداخل بقدر ما عادت الحرارة إليهما على الفور بعد علقة ساخنة ممن فتح لهما الباب.. فقد كان والدهما.