فرقة محمد عبد الوهاب تبحث عن «القرد» الذي أفسد التسجيل

خلال تصوير فيلم «الوردة البيضاء» لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، قرر المخرج محمد كريم تسجيل الأغاني في باريس، وجلس الأول أمام آلة التسجيل السينمائية لأول مرة في حياته، ولم يمر الحدث عاديًا بل وقع شيء عجيب، فحينما بدأت الفرقة الموسيقية في عزف مقدمة اللحن، أمرّ مهندس الصوت بوقف العزف لأنه يسمع صوتًا غريبًا لا علاقة له بالموسيقى المعزوفة.

كريم أمرّ بدوره أفراد الفرقة الموسيقية بألا يُحدثوا أي صوت، ولم تكد الفرقة تعزف مرة أخرى حتى صاح مهندس الصوت مؤكدًا أن الصوت الغريب لم ينقطع، واغتاظ المخرج كثيرًا وأصرّ على طلبه لأفراد الفرقة بعدم إصدار أي صوت أثناء التسجيل.

وبدأت الفرقة للمرة الثالثة تعزف مقدمة اللحن فصرخ المهندس فيهم أن يتوقفوا؛ لأن الصوت الغريب لا يزال مستمرًا، وأضاف أنه يشك في وجود «قرد» داخل غرفة التسجيل، وأخذ الموجودون يبحثون عن ذاك القرد المختبئ في كل مكان دون جدوى.

وعادت الفرقة فبدأت اللحن، ودخل مهندس الصوت إلى حجرة التسجيل وراح يقف إلى جانب كل فرد من أفراد الفرقة محاولًا معرفة مصدر الصوت، حتى إذا ما وقف خلف عبدالوهاب أطبق بيده على كتفه وقال: «من هنا يخرج الصوت!» وتبين أن موسيقار الأجيال تعود أن «يتنحنح» بصوت مكتوم متقطع حتى لا تظهر«النحنحة» في التسجيل، فكانت تُسمع وكأنها صوت قرد صغير.

ونصح المهندس الفنان المصري أن يتنحنح قبل بدأ الموسيقى، ولما اتبع عبدالوهاب تلك النصيحة تم تسجيل الأغنية في دقائق، بعد ما ظل عمال الاستوديو والمخرج والمهندس وأفراد الفرقة يبحثون عن القرد المختفي بضع ساعات.