جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

ميخائيل كلاشنكوف.. الميكانيكي الذي اخترق جيوش 50 دولة ببندقيته

الاربعاء 25 ديسمبر 2013 | 03:20 مساءً
القاهرة - Gololy
991
ميخائيل كلاشنكوف.. الميكانيكي الذي اخترق جيوش 50 دولة ببندقيته

إنه لشعور عظيم أن ترى اختراعك أمام عينيك على شاشات التلفاز تتناقله وسائل الإعلام باختلاف جنسياتها، ولكن ذاك الميكانيكي الروسي الذي قدم للمجال الحربي أعظم اختراع بشري بعد القنبلة النووية افتقد ذلك الشعور، بل كان يشعر بالأسى لرؤيته سلاحه بين أيدي الصغار المجندين والخارجين عن القانون.. وبات الروسي ميخائيل كلاشنكوف يدفع الثمن يوميًا.

لم يكن ميخائيل بالطفل العبقري الذي يقضي سنوات شبابه في التفكير والاختراع، ولكن كرهه للألمان ورغبته القوية في الانتصار على جيوش النازي أدولف هتلر إبان الحرب العالمية الثانية كان الدافع لاختراع سلاحه الشهير؛ حيث نجح بعد 5 سنوات فقط من العمل الشاق المستمر في تقديم بندقيته «أيه. كاي 47» أو «الكلاشنكوف» إلى العالم.

هذا الميكانيكي، الذي غيّر المعادلة العسكرية لصالح بلاده، ولد في 10 نوفمبر عام 1919 لأسرة مزارعة فقيرة تملك الكثير من الأبناء، لذلك عمل منذ الصغر كفني في محطة للسكك الحديدية، ثم التحق بالخدمة العسكرية في الجيش الروسي؛ حيث أظهر كفاءة نادرة في فهم تفاصيل الأسلحة وكيفية إصلاح عيوبها وهو لم يتعد الـ20 من عمره.

«جُرح غائر» أصيب به الجندي الشاب خلال الحرب العالمية الثانية، ونُقل على إثره إلى إحدى المستشفيات الروسية، ومع الآلام التي شعر بها كانت تزداد كراهيته للألمان ورغبته في الانتقام، وقرر وهو ما بين الحياة والموت أن يخترع سلاحًا يقهر به الفاشيين، واستطاع تحقيق حلمه بعد سنوات قليلة وتحديدًا عام 1947.

عقب اختراع السلاح الروسي الجديد الذي حمل اسمه، حصل ميخائيل عام 1949 على «جائزة ستالين» بقيمة 150 ألف روبل، وكان وقتها يحمل آنذاك رتبة عريف ثم تفرغ منذ ذلك الوقت لتحسين تقنيات صناعة سلاحه والتفكير باختراع نماذج جديدة منه.

ذلك المبلغ الذي حصل عليه ربما يكون العائد المادي الوحيد الذي تلقاه كلاشنكوف من اختراعه طوال حياته؛ فرغم الشهرة التي حققها السلاح عبر 50 دولة إلا أنه لم يتلق أي مبلغ عن أي قطعة أنتجت أو صنعت لسلاحه في أي مكان بالعالم، فضلًا عن عدم حصوله على «براءة الاختراع» لبندقيته تلك.

الاتحاد السوفيتي اعتبر المخترع الشاب «سرًا قوميًا» وحرص على إخفاء هويته؛ فعند قيامه بأول رحلة له خارج البلاد عام 1970 تلقى أمرًا بالمرور على مقر جهاز المخابرات الروسية «KGB» لمتابعة إجراءات حمايته، كما انتخب لـ6 مرات كعضو بـ«مجلس السوفييت الأعلى»، ولكنه لم يكن يميل إلى انتهاج السياسة خاصة إبان تفكك الاتحاد السوفيتي.

النجاح الذي حققه ميخائيل وسلاحه لم يفسده سوى سقوط العديد من الأبرياء قتلى بالاختراع الفتاك، وهو ما كان يتأسف له باستمرار، ولكن يقينه بأن اختراع السلاح كان ضرورة لحماية مصالح بلاده خفف عنه الكثير من متاعبه النفسية.

المخترع الروسي، الذي رحل في 23 ديسمبر الجاري عن عُمر ناهز الـ94 عامًا، أنتج عام 2004 مشروب «فودكا» خاص به يحمل اسمه واحتلت صورة اختراعه الأول الكلاشنكوف على صدر الزجاجة، ولكن المشروب لم يحظ بنفس شهرة السلاح الذي سيظل للأبد فخرًا لروسيا كما صرح مسئولون روسيون عقب وفاة ميخائيل كلاشنكوف.