جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مستشار شيخ الأزهر لـ«Gololy»: أصحاب اللحى سكنوا القصور.. وهذا ردنا على فتاويهم

الاربعاء 16 ابريل 2014 | 01:45 مساءً
القاهرة - عاطف عبد اللطيف
333
مستشار شيخ الأزهر لـ«Gololy»: أصحاب اللحى سكنوا القصور.. وهذا ردنا على فتاويهم

ينطلق في رحلات مكوكية من شرق الأرض إلى مغربها للتعريف بدور الأزهر الشريف ويحمل على كتفيه مهمة الدفاع عن الأزهر منبر الوسطية في العالم الإسلامي فضلا عن دوره في بيت العائلة المصري وتوحيد الصف..

حول الرد على فتاوى التكفير وإهدار الدم وتطاول بعض الشيوخ ومنهم يوسف القرضاوي على مصر ورموزها ودور الأزهر في دعم إرادة المصريين بعد إسقاط المصريين لحكم الإخوان، وأسباب العداوة بين القرضاوي والإمام الأكبر أحمد الطيب، التقى Gololy الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، ودار الحوار التالي:

في البداية، بصفتك مستشارا لشيخ الأزهر.. ما قولك في فتاوى التكفير وإباحة القتل التي تصدر بين حين وآخر عن بعض الشيوخ؟

ديننا الإسلام دين حنيف رحيم ويسر وسلام ويأبى التكفير وإهدار الدماء وإخراج بعضنا البعض من الملة، وهي فتاوى تصدر عن أصحاب اللحى أو الجلابيب القصيرة والذقون الطويلة، وليس الشيوخ، فالبعض شيّخهم ليستخدمهم أداة طيعة للنفوذ السياسي كما رأينا في عهد الإخوان المسلمين، والأزهر الشريف لا يكل ولا يمل من تكرار التأكيد على موقفه الرافض للتكفير وموجاته التي تعتبر خروجا عن العقيدة الإسلامية السمحاء التي نهت عن التكفير وليست من الدين في شيء، ولابد من القبول بالتنوع الذي تحدث عنه القران الكريم كما في قوله تعالي "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى" إلى أخر الآية الكريمة وكما في القول "إنك لا تهدي من أحببت والله يهدي من يشاء"، وهذا التنوع خير دليل على رفض التكفير لأنه "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، صدق الله العظيم، وعند الله تقف الخصوم، ولا تضيع حقوق، أما تكفير بعض المسلمين للبعض وتبديع آخرين فآيات القران الكريم وأحاديث النبي الكريم وسير الصحابة بها ما يكفي لردع هؤلاء وكلها من صحيح الكتاب والسنة المحمدية.

وماذا عن رد الأزهر على فتاوى القرضاوي، وإباحته قتل الجنود وتطاوله على رموز مصر وجيشها وهدر دمائهم وإسرافه في حق شيخ الأزهر؟

كما قلنا الشيخ يوسف القرضاوي تطاول على مصر كلها وعلى رموزها وجنودها وشرطتها وجيشها ولم يتطاول على شيخ الأزهر فقط، ورد مصر كلها عليه جاء كافيا من هيئة كبار العلماء وقرارها المعلن، وأنا أؤكد أن الإمام الأكبر ليس في خصومة شخصية مع الشيخ يوسف القرضاوي وإنما في خصومه مع أفعاله وفتاويه التي تخالف مضمون كتبه ومع أفعاله التي تخالف ما يقول، ووقت أن اجتمعت لجنة كبار العلماء لدراسة وبحث كيفية الرد على تطاولات الشيخ يوسف القرضاوي خرج الإمام الأكبر خارج قاعة الاجتماعات وقت التصويت على القرار لكي لا يتحدث البعض بأنه وراء القرار او أنه من جيش له.

وكيف يكون الرد على التطاول على الأزهر منبر الإسلام الوسطي، وشيخه؟

الرد على التطاول لا يكون مستحقا إلا في وقت استحقاقه فليس كل الكلام ما يرد عليه، فالشتائم والبذاءات والسباب لا يرد عليه أبدا، ويكون الرد في الغالب على الأمور التي تمس أمور الناس وتضليلهم وليس لأمور شخصية في غالب الأحيان فشيخ الأزهر وقياداته متسامحون ولا يلتفتون للبذاءات وتطاول الألسنة وهمهم الأكبر الفتاوي التي يروجها المضللون وأصحاب اللحى التي ثمنت رقابهم وامتلئت جيوبهم وسكنوا القصور وركبوا السيارات الفارهة من أرائهم السياسية مدفوعة الثمن وفتاويهم بغير علم والله سيحاسبهم، والرد لا يكون مستحقا الا على من يتحدث بسند علمي إما من يضلل الناس فدورنا تحذير الآخرين منه ومن سمومه وجهله لان خطر الجاهل أعم وأدهى.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] الزميل عاطف عبد اللطيف مع الدكتور محمود عزب[/caption]

وماذا عن دور الأزهر في تطورات المشهد السياسي؟

المشهد السياسي الراهن يشهد تحولات لحظية ومتسارعة الوتيرة كعادة الفترات الانتقالية والتحولات الديمقراطية وسقوط الأقنعة الفاسدة عن جماعات تلبس رداء الإسلام للظهور على كراسي الحكم والسلطة، ورغم هذا فالأزهر الشريف لم ولن يكن له دورا سياسيا بل له دور وطني خالص ويفرق بين الدورين جيدا، وللأمر سوابق في التاريخ الحديث وفي لحظات حرجة عاشتها مصر اضطلع الأزهر بدوره المنوط به وظهر دوره الحقيقي وكان ذلك وقت حملة نابليون بونابرت على مصر وقدم شهدائه كما تولى علمائه التحاور بالحجة مع علماء الحملة الفرنسية على مصر.

حدثنا عن دور بيت العائلة المصري، ودورك، ودور الأزهر فيه؟

بيت العائلة المصري شراكة بين المصريين مسلمين ومسيحيين يترأسه بالتناوب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالتناوب مع فضيلة شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب وكانت أول دورة له برئاسة الدكتور أحمد الطيب لأنه هو صاحب الفكرة واعمل منسقا تحت مظلة شيخ الأزهر لبيت العائلة، ويظهر فيه دور الأزهر واضحا لان التعدد هو سنة الله في الأرض و"الدين لله والوطن للجميع" هو مبدأ تولى الأزهر نشره منذ القدم، وظهر هذا جليا في خلال أحداث ثورتي 25 يناير و30 يونيو وظهر الهلال معانقا الصليب وسيظل ذلك شاهدا على التوحد في الصفوف المصرية، وتجربة بيت العائلة لها صدى واسع في العالمين العربي والإسلامي وفي المحافل الدولية كلها، ومؤخرا في سبتمبر من العام الماضي دعيت إلى ألمانيا وكنت في يناير 2014م، في فرنسا مدعوا أيضا للحديث بشكل عملي عن كيفية التعايش الإسلامي المسيحي في مصر، ومنذ أيام قليلة عدت من المغرب الشقيق لحضور المؤتمر الإقليمي لليونسكو وهو يؤدي دورا مهما في الحرب على الطائفية النار التي تآكل الوحدة الوطنية من آن لآخر والتي لابد أن تتواري عن الأذهان وتختفي من الواقع تماما لأنه شيء بعيد عن سماحة وتوحد المصريين ولا يمكن تحقيق المواطنة بمفهومها الحي والواقعي والحقيقي إلا بالوقت والعمل والجهد وإخلاص النوايا من اجل مصر وحدها دون مصلحة طرف على حساب آخر.

وهل تصل أذهان الغرب الأوروبي والحضارات الأخرى نجاحات حوار في بيت العائلة المصري؟

بالطبع، وخلال مؤتمر الحوار العربي الأوروبي الأخير الذي حضره علماء من شتى بقاع الأرض والذين اتضح أنهم يتابعون منذ 3 سنوات عمر بيت العائلة المصري المجهود الذي يقوم به الأزهر الشريف في تجميع المصريين تحت لواء واحد ومظلة رسالة نهضوية موحدة ومقاومة التشرذم والانقسام ودعاته، وأؤكد أن هناك علماء ومفكرون في الخارج كما هم في الداخل يساندون دور الأزهر ويقدرونه حق قدره ويدعمون دوره في تحقيق رسالات الحب والسلام والإخاء والمواطنة.

كيف ترى مسئولية الاخوان عن ما تشهده مصر من أحداث سياسية وعنف ودماء؟

الاخوان تطوروا بممارسة العنف من الارهاب بالسلاح والبطش والحاق الاذي بالاخرين، ووطن الامر معهم الى أخطر انواع العنف والارهاب وهو القتل المعنوي والارهاب الفكري والعقلي على المصريين، وتزوير الحقائق وتشويهها ويتربصون بكل من يخالفهم بالراي حتى من لم يجاهر بالمعصية او يخرق حد فاصلا في الدين أو من لم يتجاوز اصلا من اصول الاسلام، وهم نسوا ان الاصل في الدين الفطرة والبراءة والسماحة في القول والفعل والبعد عن الفحش في القول والعمل وسيظل الازهر يتصدي لهم بالاسانيد ونشر صحيح الدين، والاخوان يستغلون الدين للتربح السياسي وجنى المكاسب الدنيوية وليست اهدافهم صالح الدين والدعوة كما يتشدقون ولو نزعوا عباءة السياسة والتزموا وسطية الدين وسماحته لكان خيرا لهم، وساهمت افعالهم في تحول الامر احيانا لخصومات في العقيدة والازهر يلجا في رده عليهم الى اسانيد موثقة وفتاوى صحيحة والكتابات الام كاسانيد حقيقية ويتولى الزود عن الدين والتاريخ والحضارة الاسلامية والعالمين العربي والاسلامي بسماحة واعتدال.

وكيف ترى الاداء الاعلامي المصري بعد الثورة؟

لا ننسى أن لوسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية دورد اساسي وليس تكميلي الى جانب دور الازهر ويجب أن تتولى الامر بايجابية في الحديث عن التغيير واظهار السلبيات لتجنبها وتلافيها مستقبلا لانه لابد من تجاوزها لضمان النجاح المنشود، وقد لا تبدو هناك معاني واضحة لبعض المصطلحات الاعلامية المتداولة كالديمقراطية والافترات الانتقالية ومضمون خارطة الطريق ويجب على القائمين على وسائل الاعلام تبصير المشاهدين والمتابعين جيدا بحقيقة المرادفات المعقدة تجنبا لاحتيال الاخوان على البسطاء والعامة في الأحدايث والنقاشات.

هل هناك قابلية لفكرة عقد مصالحة وطنية أو مصالحة بوجه عام مع الاخوان؟

اجراء المصالحة أم العدالة الانتقالية قبل المصالحة أم ضرورة تحديد الاطر لكل فئة او جماعة تعمل على ارض الوطن وتحاول النهوض به والاقرار بأن الوطن هو السيد فوق الجميع والكل يعمل من أجل اعلاء رايته وانجاحه كمجمل وليس لتحقيق اهداف شخصية لجماعة بعينها ووقتها سيكون الحديث عن المصالحات مجدي وواقعي، ويجب على الاخوان البعد عن المصالح الفردية واثارة النعرات الشقاقية والتحزب ونبذ العنف وعدم الزج بعباءة الدين الحنيف في اتون العمل السياسي واما أن يمتهنوا الدعوة الى الله دون رداء سياسي واما أن يعملوا بالسياسة دون رداء ديني لانه رداء ابدي ومقدس ويجب الا يستخدم لتحقيق مطامع سياسية بحتة اهدافها قابلة للاجتهاد الشخصي وتتسم خطوات السياسة احيانا بالالتباس وعدم الوضوح، ويجب على من يقدم على العمل السياسي أن يؤمن بالمقولة أن "المعيار في الحرب للاقوي وام لم يكن الاتقي".

ماذا عن دور بعض الشيوخ في ارباك الدولة المصرية وتصعيد الاخوان للحكم سابقا؟

لظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية ما ومنذ ربع قرن مضى ويزيد توارى دور الازهر، ليصعد أصحاب اللحى والجلابيب القصيرة ليسوقوا المشهد ويعتلوه بغير علم او سند ومهدوا لركوب الاخوان للاسف الشديد بعد 25 يناير، وهي الانحرافات في لغة الخطاب الديني نتيجة تبوء غي المؤهلين علميا وعمليا واكاديميا وعدم اخذهم بالنهج الازهري الوسطي في الدعوة الى الله مما سهم في اشعال عدد من الفتن الطائفية كان اشدها وطاة حادث تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية والتي تلتها اطلاق الدكتور احمد الطيب لمبادرة انشاء بيت العائلة المصرية آنذاك.