السفير إبراهيم يسري لـGololy: العنف ليس مسؤولية الإخوان.. وبهذه الطريقة أفلت مبارك بأمواله

دبلوماسي مصري كبير ومؤسس ورئيس جبهة الضمير الوطني.. عمل سفيرا لمصر في الجزائر ومديرا لإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الخارجية.

السفير إبراهيم يسري حاوره Gololy للوقوف على مبادرة تقريب وجهات النظر التي طرحها مؤخراً ورؤيته للانتخابات الرئاسية 2014م، وشروط نجاح المبادرة، ومن المسئول عن العنف منذ 30 يونيو، كل هذا وأكثر في تفاصيل الحوار التالي:

بداية: ماذا عن المبادرة التي تعكف جبهة الضمير على صياغتها للتخلص للخروج بمصر من دائرة العنف الحالية؟

أولا لا يوجد في السياسة شيء اسمه مصالحة، ولكن هناك تسوية سياسية لإنهاء خلافات جوهرية بين جماعة الإخوان المسلمين ومن يدعمونها وبين بعض قوى الدولة المصرية، ولابد من حدوث تنازلات محورية من الطرفين لإحداث النتائج المرجوة من التسوية، وسيتم طرح التسوية بشكل فعلي عقب الانتخابات الرئاسية ونجاح المشير عبد الفتاح السيسي ليكون رئيسا يحق له وقتها التفاوض باسم المصريين.

وما هي شروط نجاح المبادرة.. ومن يقوم على صياغتها؟

الإفراج الفوري بعد الانتخابات الرئاسية عن رجال جماعة الإخوان وخاصة رموز الجماعة ما لم تثبت إدانتهم بإراقة دماء أو تدبير للعنف، وأن يكون لهم تمثيل يتراوح من 20 إلى 40% من تمثيل البرلمان المقبل، وأن يكون لهم وزيرين في الحكومة المقبلة أيضا وأن يتم الإفراج عن المحبوسين في قضايا التظاهر منذ 30 يونيو إلى الآن، ويقوم على صياغتها فريق من أعضاء جبهة الضمير على رأسهم الدكتور سيف عبد الفتاح وأرحب بانضمام كل المحايدين ممن لا تجمعهم إلا مصلحة مصر وليس الإخوان أو السيسي من اجل أنجاح التسوية.

أشعر في كلامك أن المشير السيسي سيكسب السباق الانتخابي؟

لا أرى أنه سباق انتخابي لأن فرص عبد الفتاح السيسي أعلى وأقدر من أي مرشح حالي، لأنه شئنا أم أبينا له شعبية كبيرة في الشارع المصري، وهي التي ستقوده لكرسي الحكم، ورغم احترامي لحمدين صباحي فالمشير السيسي كون شرعية واقعية بعد 30 يونيو ويجب على الجميع الاعتراف بها وأدعو الإخوان للاعتراف بها ليكون سهلا للجميع عند الجلوس على موائد الحوار التفاوض بناء على اعتراف كل طرف بالآخر، وأدعو السيسي للسعي فور فوزه بالانتخابات بالإفراج عن كل رؤوس الجماعة ممن لم تثبت إدانتهم في إراقة دماء أو أحداث عنف.

ولمن ستعطي صوتك في الانتخابات المقبلة؟

حالتي الصحية لا تسمح بالخروج للانتخاب، ولكني أتمنى أن تمر الانتخابات بشكل يليق بدور ومكانة مصر العالمية.

من المسئول عن العنف منذ 30 يونيو؟

جماعة الإخوان أعرفهم منذ عقود ولا أرى لهم مسئولية عن عنف أو أحداث قتل أو ترويع، والأمر يأتي على يد البعض ممن امتلأت قلوبهم بالشعور بالظلم وأن الدولة البوليسية مستمرة وأن الثورة لم تؤتي ثمارها، وبالتالي التسوية ستنهي حالة الاستقطاب الحالي لأنه هناك "ناس مظلومة" فالإخوان تركوا العنف منذ 50 عام، وهم أناس لا يعرفون للعنف طريق.

وكيف تتم التسوية التي تتحدث عنها.. رغم تصنيف الإخوان منظمة إرهابية؟

هذه هي جوهر التنازلات التي أتحدث عنها ليعيش الجميع في سلام، فكلمة إرهاب كلمة مطاطة واصطلاح أمن دولة أو أمني على الوجه العام وهو مفهوم أمريكي المنشأ والتطبيق، ويجب على كل الأطراف على الساحة العمل من أجل مصر من منطلق الإخلاص وحسن النوايا وتفضيل مصلحة الوطن.

كان لك مواقف مشهودة مع نظام مبارك باعتبارك منسق حركة لا لبيع الغاز لإسرائيل.. ما مصير أموال مصر التي هربها "مبارك" وأركان نظامه للخارج؟

الأموال المهربة للخارج لا ندري عن مصيرها شيء حتى الآن رغم أني قدمت بلاغا للنائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود قبل الثورة عن حجم ثروة "مبارك" البالغ 74 مليار دولار وحفظ في الأدراج ولم يتم التحقيق فيه، ورغم إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة ميثاقًا لتعقب الأموال مجهولة المصدر والملوثة بقضايا الفساد والتهريب وغسيل الأموال وفرضت قيودًا على البنوك، ولكن لا ننسى أن هناك لكل قانون ثغرات تنفذ منه جمعيات وشركات متخصصة في تهريب الأموال المسروقة من رجالات الأنظمة الطاغية حول العالم وإعادة تشغيلها وضخها في الأسواق الاقتصادية لتشغيلها كأموال بيضاء لا غبار أو قيود أو تعقب لها، وليس من المعقول أن يبقي زكريا عزمي في منصبه بعد الثورة أربعة شهور دون أن يرتب لنقل أموال نظام المخلوع ورجاله إلى الخارج وتأمين مصادر تعقبها جيدًا، وأموال "مبارك" ونظامه تم توزيعها على عدة بنوك في البهاما وقبرص وتايلاند وسنغافورة وأوروبا وبأسماء مستعارة، وليست كل أموالهم في بنوك سويسرا كما نعتقد، ومبارك سيخرج قريبا وكأنها لم تكن ثورة وذهب فيها أغلى الشباب.

لك باع طويل منذ قضية تصدير الغاز لإسرائيل وتصديك القانوني للأمر.. أين مكامن الفساد في قطاع البترول؟

فساد هذا القطاع يمتد لـ40 عام ماضية، ويهدر على الدولة مليارات الجنيهات، وكل من أتوا بعد سامح فهمي يسيرون على نفس نهجه الفاسد، وديوان الوزارة يحتوي فسادًا شديدًا في التعيينات مقابل تلقي أموال ورشاوي وترسية عطاءات بالجملة، وأرجو من الوزير الجديد ألا يكون كما سمعت عنه "رجل طيب" ويقوم بتطهير القطاع من شلة سامح فهمي.

وأين دور المعارضة الفعلية من الساحة السياسية؟

لا توجد معارضة حقيقية، كلها هلامية وبراميل جوفاء تصدر رنينا عند الطرق عليها دون مضمون.