جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

صنع الله إبراهيم لـGololy: انتخابات الرئاسة تحصيل حاصل.. ودماء شباب الثورة ذهبت هباء بسبب هؤلاء

الثلاثاء 20 مايو 2014 | 04:21 مساءً
القاهرة - عاطف عبد اللطيف
383
صنع الله إبراهيم لـGololy: انتخابات الرئاسة تحصيل حاصل.. ودماء شباب الثورة ذهبت هباء بسبب هؤلاء

تتميز أعمال صنع الله إبراهيم الأدبية بصلتها الوثيقة التشابك مع سيرته من جهة، ومع تاريخ مصر السياسي وواقعها الاجتماعي من جهة أخرى، ولذلك التقى Gololy الأديب والروائي الكبير، الذي استعرض رؤيته لمستقبل الثقافة والأدب، وكيفية الخروج من النفق السياسي المظلم ودور الثوار في النهوض بمصر من كبوتها السياسية والاقتصادية ومخاوفه من عودة نظام مبارك، وفرص حمدين صباحي والسيسي في الانتخابات وحقيقة إعلان الدكتور محمد العدل دعمه لصباحي.

ودار الحوار التالي:

بداية: أعلنت دعمك للمشير عبد الفتاح السيسي في الترشح لرئاسة الجمهورية.. وبعد ترشح حمدين صباحي أعلنت دعمك له.. ما تعليقك؟

لم أعلن انضمامي لطرف دون الآخر كما ادعت أو نقلت خطأ بعض وسائل الإعلام، ولا أحب الخوض في هذا الأمر وسأدعه للصندوق، واتخذت قرارا بعدم الحديث في هذا الأمر لأن السباق الانتخابي تحصيل حاصل، فالسيسي سيكتسح.

كيف ترى أداء حكومة إبراهيم محلب بعد انتقاداتك الشديدة لأداء حكومة الببلاوي؟

إبراهيم محلب يحاول أن يبذل جهودا كبيرة ولكنها لرتق والترقيع وليست لسد فجوات أو تعديل المعوج من الأمور، وأطالب بمحاكمة عاجلة وفورية لوزير الخارجية نبيل فهمي على تصريحاته بكون علاقة مصر بأمريكا كالزواج الكاثوليكي والارتباط الأبدي فهذه خيانة لمصر والمصريين، كما أطالب بمحاكمة عاجلة لوزير الداخلية محمد إبراهيم لمسئوليته عن الثوار وشباب الثورة الذين يعذبون في الأقسام والسجون ويلقون معاملة غير أدمية أثناء فترة محاربة الإرهاب.

هل بت تتخوف من عودة النظام القديم مرة أخري لو نجح السيسي؟

كما قلت لك السيسي سيكتسح شاء من شاء وأبي من أبي، وبالفعل أنا متخوف من عودة النظام القديم بأموالهم ونفوذهم خاصة أن منهم من ينفق على حملات ومؤتمرات دعم السيسي في الأرياف والقري النائية والمدن، ولكني أجدد دعوتي للثوار والشعب الثائر العظيم أن يظلوا على قلب رجل واحد وإلا يدعو الفرصة لعود النظام القديم بأي حال من الأحوال.

لماذا رفضت استلام جائزة في عهد مبارك، وهل كنت على استعداد لاستلامها في عهد الإخوان إذا رشحت لها؟

لقد عارضت سياسات وعهد حسني مبارك وفضت استلام جائزة الرواية العربية عام 2003م والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة ورغم أن قيمتها تبلغ 100 ألف جنية مصري، وكنت على استعداد لرفض ما هو أكبر منها في ظل منهجية التعامل الإخوانية مع المصريين بوجه عام وسياساتهم في الحكم ولو كانت الجائزة 10 ملايين جنيه.

وما تقييمك للواقع الأدبي والثقافي في الفترة الحالية؟

لا يمكن لأحد أن يحكم على الواقع الأدبي والثقافي بشكل مطلق في الفترة الحالية أو في القريب العاجل، كونها فترة تتباين فيها المؤشرات للحكم على العمل الإبداعي، فمعظم الإعمال التي خرجت أخذت وقتها لتختمر وتخرج في إطار يلقي القبول من المبدعين والقراء والمتابعين، وعموما الواقع الأدبي والثقافي يعاني من سطوة الأحداث السياسية التي تأخذ متابعة حتى الأدباء أنفسهم بين مترقب ومتابع وخائف وقلق على المستقبل.

ماذا عن صور وألوان الأعمال الإبداعية التي ترجمت فعاليات ونجاحات ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟

تعتبر الأشعار بكل صنوفها وألوانها والأغاني والأهازيج والرسومات ومخطوطات الجرافيتي على الحوائط وفي الميادين، أشياء جميلة وجيدة ترجمت مضمون للثورة ومشاهدات واقعية أسهمت في انتعاشة مبدئية للأعمال الإبداعية التي ستتوالي في الفترة المقبلة وأتوقع لها الزخم، وأن تكون أكثر نضجا وفعالية وتعبر عن مضمون ناجح في المرحلة المقبلة.

كيف تقيم أعمالك؟

أعمالي دوما ما أكون حريصا على أن تصل إلى كل قارئ، ولذلك فهي تتسم بالبساطة الشديدة والصدق في السرد والعرض، وعدم استخدام الألوان البلاغية القديمة والمركبة والصعبة في الفهم، وأحرص على أن تكون تناولاتي وتشبيهاتي الأدبية قريبة من قلب كل قارئ ومتابع، وبعض النقاد ينتقدون أن القارئ لأدبي يضطر لمتابعة قصصي لآخر كلمة، ولكني أراها ميزة أن تجبر قارئك على متابعة أعمالك لآخرها بشغف ونهم، فالتقعر مرفوض في أعمالي وأتتبع الأسلوب العملي السهل الممتنع بهدف الوصول السريع إلى الآخر من أقصر الطرق.

ما هي المتغيرات التي طرأت على الواقع الأدبي بعد الثورة؟

لقد باتت صنوف الأدب والإبداع أكثر جرأة وأعلى نضجا من ذي قبل، خاصة في التعبير عن الرأي وبات العنصر السياسي موجود في كل صنوف الإبداع بشكل قوي وحاضر، دون تحرجات أو محاذير أمنية كما كانت عليه في عهد حسني مبارك، وهي انعكاسات لثورة الحرية والكرامة التي كسرت جدران الخوف في قلب كل مصري ومصرية.

وفي الوقت الذي تمر فيه البلاد بمرحلة انتقالية غاية في الخطورة تهدد طموحات وأحلام الجماهير المصرية التي قامت بثورة فريدة في 25 يناير فأتمنى نقل مصر من واقع أليم تهان فيه حقوقهم وكرامتهم إلى مستقبل منير يليق بمكانة مصر التاريخية والثقافية والسياسية.

ما تعليقك على الاتهامات التي تتناول ضعف المضمون الإبداعي والأدبي بعد الثورة؟

قرأت وتابعت انتقادات لمضمونات بعض الأعمال الأدبية التي ظهرت بعد الثورة والحكم عليها بأنها أعمال متسرعة وغير ناضجة أو "مسلوقة" ولا تعبر بشكل حقيقي عن الثورة بشكل فعلي، ولكني أرى عكس ذلك، لأنه ببساطة شديدة ما خرج من أعمال حتى الآن ليس إلا كتابات واقعية وتسجيلات ومذكرات وملخصات ويوميات وحياتية لواقع عاشه الروائيين والأدباء بأعينهم لأحداث وفعاليات الثورة، ولا نستطيع أن نؤكد وجود أعمال أدبية حقيقية تعبر عن الثورة إلا بعض الروايات أبرزهم رواية لدينا كمال بعنوان «سيجارة سابعة»، ويجب على الأدب أن ينصرف عن الوقوف فقط على رصد أحداث الثورة إلى متابعة الواقع الاجتماعي الحالي والسياسي المصري المتردي.

ماذا عن المعوقات التي اعترضت طريق الإبداع في المرحلة الماضية؟

للأسف الشديد الثورة المصرية التي أريقت من أجلها دماء زهرة شباب مصر لم تتحقق من أهدافها شيئا ملموسا حتى الآن، والأدب بحاجة إلى إزالة كافة معوقات الفكر والإبداع التي ظهرت بعد الثورة وتتمثل في تصريحات بعض الإسلاميين التي حرمت بعض صنوف الإبداع كالنحت والتصوير والرسوم بل وألوان من الشعر وغيرها، بل أنهم أظهروا تهديدات بمنع وتغيير وتجريم لصنوف إبداعية بأيديهم وخاصة من السلفيين، والذين يستخدمون ألفاظ وعبارات دينية ومصطلحات مطاطة في الفكر والحديث كالصالح العام والأخلاق ومحاولاتهم طمس الهوية الثقافية بالتمسح في عباءة الدين ومحاولة دفن ألوان أدبية وإبداعية تميزت بها مصر وأصبحت رائدة ومصدرة لها.

ماذا عن توقيع طبعة جديدة من «نجمة أغسطس» ضمن فعاليات الدورة الـ27 لمؤتمر أدباء مصر بشرم الشيخ؟

اعتبرها من أعظم وأقيم روايتي، استغرقت مني ما يزيد على 7 سنوات من التعب والتنقيح، ولو أتيحت لي فرصة كتابتها الآن فسأكتبها كما هي، لما فيها من تجريب ومغامرة وحتى أخطاء الرواية التي تتحدث عن بناء السد العالي، وتحت تأثير موجة التجريب التي سادت في تلك الفترة والتركيز على تحقيق أقصى توحيد بين الشكل والمضمون.

خاصة أن الكاتب من الممكن أن يقع في أخطاء أثناء كتابة الرواية ولكن عليه الاعتراف بها، ولا ننكر ان كتابا كبارا كانوا أيضا يقعون في أخطاء مثل "ماركيز" أحد كبار كتاب أمريكا اللاتينية ورائد أدب الواقعية السحرية، والذي وقع في 38 خطأ أثناء كتابة رواية «مائة عام من العزلة»، وأضاف أنه اهتم في رواية "نجمة أغسطس" وغيرها من الروايات التي تلتها بات أكثر ميلا إلى البساطة والوضوح في الكتابة، مشيرا إلى أنه ليس ضد التجريب، على ألا يغيب عن ذهن الكاتب أن الهدف هو أن يتواصل مع القارئ.

ماذا تتمني لمصر والواقع الأدبي في المرحلة المقبلة؟

أرجو أن تشمل حرية الرأي والتفكير والإبداع كل صنوف الثقافة ومناحيها، وإطلاق كل الطاقات والحريات الإبداعية الكامنة من عقالها إلى الأمام لتعود لنا الريادة الإبداعية التي تبلورت وتشكلت عبر مئات السنين، وان تكون تلك الطاقات الفكرية طاقة نور تضئ لنا ظلمة السياسة والواقع الاقتصادي المتردي الذي نعيش فيه، خاصة أننا دولة تفتقر إلى حكومات إدارة الأزمات كالحكومات الأوروبية رغم أننا نمتلك المقومات والكفاءت اللازمة.

ماذا عن آخر أعمالك الأدبية؟

استعد لبدء الكتابة في بعض الأعمال الجديدة، إضافة إلى أني أدرس تناول مضمون فكري اجتماعي يصاغ في قالب أدبي جديد أرجو أن ينال استحسان القارئ خاصة أني احرص دوما في أدبي على تناول لماذا يهان الإنسان ويعذب وأين حقوقه؟، واكتب الآن رواية بعنوان "برلين 69" تتناول حياة الإنسان الألماني ومعاصرته ومعاناته عام 1969م.